للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه أمر السلطان القضاة بالتوجه إلى الكنيسة (١) المعلّقة والكنيسة المعروفة بشنودة وكُشفَتَا، وهدم من المعلقة أشياء جُدِّدت ما بين شبابيك مخروطة ومكفتة مطعمة ودُفيسيِّات وألزموا بتكملة هدْم البناء المجدّد الزائد عما سبق لهم مِمّا حكم نائب الحنفي بترميمه.

* * *

وفيه ادّعى على بطرك النصارى أنه يتناول مال الموتى الحشرية من النصارى، فادّعى أن به مرسومًا من السلطان، فاستفتى السلطان القضاة فاتفقوا على أنها أموال بيت المال، فخلع على فتح الدين المحرقي بنظر سعيد السعداء والنظر على التركات الحشرية من أهل الذمة وشرع في استخلاص ذلك، وطَلَبِ ما سبق لاستعادته مِمِّن تناوله، ولحق النصارى من ذلك شدة شديدة.

* * *

وفيه نازل الإمام صاحبُ صعدة بعساكر صنعاء فقاتل المتغلّبَ عليها وهو سنقر التركي، وكان سنقر قد تحكّم فى البلاد بالشوكة، وأقام هذا الإمام وزوّجه بنتا لعليّ بن صلاح، فبلغ سنقر أنه يريد القبض عليه، وبادر هو فقبض عليه وسجنه، فتَحيَّل إلى أن خلص من محبْسه بصنعاء، وتوجّه إلى صعدة فجمع العسكر ونازل سنقرًا فقوى عليه سنقر بمن أطاعه من أهل الشوكة، فأنكر الإمام وتحصّن بقلعة يقال لها "تلّىٌ"، فلما بلغ ذلك زوجته استولت على صعدة وأطاعها أهلها.

ثم كاتب سنقر الملك الظاهر صاحب زبيد يطلب منه عسكرًا ليسلمه صنعاء ويكون هو أحد الأمراء، فبادر الظاهر لذلك وأرسل له أميرين، فلما وصلا بمن معهما إلى ذمار بلغهما موت الملك الظاهر فرجعوا، وذلك في رجب (٢).

* * *

[شهر جمادى الأولى]

أوله الثلاثاء.

حضرت للتهنئة عند السلطان - يوم الاثنين سلخ - الشهر الماضي - فسألت السلطان أن يشهد على نفسه بما فوض (٣) لي من الولاية والأنظار وغيرها، فأشهد على نفسه ذلك بحضرة


(١) اشار المقريزي في الخطط ٣/ ٥٦٩ إلى كنيستي المعلقة وشنودة الموجودتين في مصر القديمة فذكر أن الأولى تقع في قصر الشمع وسميت باسم السيدة العذراء أما كنيسة شنودة فتنسب إلى أبي شنودة الراهب.
(٢) انظر الخبر في غاية الأماني ٢/ ٥٧٥.
(٣) راجع ما سبق، ص ٩٧، س ١١ - ١٤.