للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القضاة، وشكوْت له بعد ذلك ما انتزعه مني الملك الأشرف ووهب بعضه أو أكثره للقاضي علم الدين البلقيني، فرسم بعقد مجلس بذلك بحضرته، فتوسط ناظر الجيش بيني وبينه إلى أن أعاد النصف وتركت له النصر.

وفى أوائله (١) طلع الشيخ حسن العجمي لتهنئة السلطان بالشهر ومعه جماعته على العادة فأمر بالقبض عليه وضرَبه بِحضرته بالمقارع (٢) ضربًا مبرحا، وأمر بنفيه ونودى عليه: "هذاء جزاء من يقتنى كتب الكفر ويدور بها" وشهر في البلد، وحُبس بحبس الجرائم، ثم ادعى عليه عند المالكي أنه وقع في حق الجناب الرفيع، فشهد عليه إمام التربة الأشرفية الجديدة، فسُجن ليكمل البيِّنَة، وقُرِّر فى زاويته شمس (٣) الدين الكافياجي، وتعجب الناس من كون الذي شهد عليه، والذى أخذ مكانه منسوبان إلى الذي كان يقرّره ويهذى به.

* * *

وفى أوائل العشر الأوسط منه ضُرب كاتب مِن كُتّاب الوزير بسبب مالٍ صار في جهته، فقُدّر أنه أصبح ميتا بعد الضرب، فاستغاث أهله، فأمر السلطان بإحضار المقدّم فضُرب بحضرته بالمقارع، وأرسله إلى القاضي المالكي، فعفا بعض أولياء الميت عن الدّم وبقى حق البنت، فحبس بسبب ذلك.

* * *

وفيه قدم شخص من حلب بسبب الحروفية (٤) ونجزت له مراسيم بالقيام عليهم، وقد نَبَّهْتُ على ذلك في حوادث سنة ٢١.

وفي الرابع والعشرين منه شكا حسن بن حسين الأميوطي (٥) نقيب ابن البلقيني ونسب إليه أمورًا، وكان الذى قام فى أمره وليّ الدين بن تقي الدين البلقيني وساعده ابن عمّ أبيه


(١) كان ذلك في الخامس عشر من جمادى الأولى.
(٢) يرجح أبو المحاسن ٧/ ٥٤ أن ذلك الموقف من جقمق يعود إلى أن العجمي هذا كان يدخل إلى أكابر الأمراء ولا يتحشم معهم ولا يكترث بهم، ولا يستبعد أن يكون قد فعل ذلك مع جقمق أيام برسباي فأسرها جقمق في نفسه، وقد اكتفى الضوء اللامع ٣/ ٥٣١ في ترجمته بأن قال عنه إنه شيخ زاوية بباب الوزير وممن كانوا يصحبون شاهين الغزالي، ثم ساق له بعض أبيات من الشعر.
(٣) في هامش هـ بخط البقاعي: "صوابه محيى الدين".
(٤) جاء في هامش هـ بخط غير خطي الناسخ والبقاعي التعليق التالي: (قصة الحروفية بحلب: لم يتقدم في سنة إحدى وعشرين ذكر لشيء من ذلك غير أنه ذكر ترجمة أحمد بن الرداد المالكي بها. وأنه أفسد بلاد اليمن ببدعة الاتحادية: ثم رأيت ما أشير إليه هنا ذكر في سنة عشرين غلطا".
(٥) يستفاد مما جاء في ترجمته بالضوء اللامع ٣٩٧/ ٣ أن الناس كانوا يتزاحمون عليه لخدمته في القضاء. ولما أحس هو بذلك راح يزدري أقارب استاذه البلقيني لاسيما قاسم بن أخيه.