للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سنة ثمان وثمانمائة]

استهلَّت والسلطان ضعيف يرمى الدم والحمى، وأُشيع موته ثم تعافى وزُيّن البلد في الثالث عشر منه.

وفى ثامن عشر المحرم توجّه نوروز على نيابة الشام وسار معه جمعٌ كبير.

وفى الثالث والعشرين وصل رسولُ نائب الشام شيخ إلى الناصر واسمه يلبغا المنجكى في طلب الصلح والاعتذار عمّا جرى، وكان صحبةَ (١) الرسول الشيخُ شهابُ الدين بنُ حجي والشيخ شمس الدين بن قديدار، فسمع الناصرُ الرسالَة ولم يُعِدْ الجواب، وكان نوروز حاضرًا كذلك، وخرج بعد قليل مسافرًا إلى نيابة الشَّام، ونزل الشيخان عند القاضي جلال الدين البلقيني والرّسولُ عند أَمير آخور.

وفي الثالث من المحرم وصل أَمير الحاج وذكر أَنه لم يفارقهم إلَّا من الينبع خوفًا من العرب الدين في الطريق بين مكَّة وينبع.

وفى السابع من المحرم قَبَض شيخ نائبُ الشام على سودون الظريف نائبِ الغيبة بدمشق وسجنه بالصُّبَيْبَة، وقَبض على كمشبغا الرمّاح وغيره، وأَلزم القضاةَ وكاتِب السر بمالٍ وصادرهم به وسَلَّمهم لابن ماتاشى وولاه القضاة فأَخذهم بين يديه مشاةً من القلعة إلى العادلية فرسم عليهم بالنورية، فهربوا في أَثناء الليل، ثم سعوا عند النائب وبذلوا ما وقع عليه الاتفاق وأَذن لهم في الحكم، واستناب علاءُ الدين بنُ أَبي البقاء القاضي الشافعي بن ناشي المذكور في قضاء صيدا وبيروت، واستمرّ نوروز متوجهًا إلى الشام، واتّفق أَن نائبها كان توجه إلى الصبيبة فدخل نوروز إلى دمشق في ثاني عشري صفر بغير قتال.

وفي السابع من صفر تغير السلطان على بعض الأُمراء وتخيّل منهم إرادةَ الركوب عليه، منهم يشبك بن أَزدمر وإينال باي بن قجماس، فأَمر بإمساك يشبك بن أزدمر


(١) ذكرت النجوم الزاهرة ١٢/ ٣٢٣ أنه كان بصحبته أيضا الشريف ناصر الدين محمد بن علي نقيب الأشراف.