للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان رأْسَ نوبة كبيرًا وأَمسك معه أَميرين (١) آخرين وسفَّرهم إلى الإسكندرية للاعتقال بها، فتغيّب إينال باى بن قجماس وهو أَمير آخور لمَّا بلغه ذلك، ويقال إنه طاف ليلًا على جماعة من الأُمراء ليركبوا معه فأَبوا فهرب وهرب معه سودون الجلب، فأَمر السلطانُ بالحوطة على دار إينال باى فأُحيط على موجوده، فغضب كثير من المماليك الظاهرية لذلك وظنوا أَن يشبك ظهر، وأَنه عند السلطان وأَنه هو الذي رتَّبه في ذلك، فركبوا تحت القلعة (٢) بعصيّ، ثم عادوا للركوب في سادس ربيع الأَول وسطوا على أَرغون فأرادوا قتله فهرب، ولما اشتد الأَمر زاد تَخَوّفُ السلطان منهم فأَراد الهرب، فأُشير عليه بإحضار المحبوسين من الأُمراء وتأمين الهاربين ففعل ذلك. وكان ما سنذكره.

وفى تاسع (٣) صفر استقر فخر الدين [ماجد] بنُ المزوق في نظر الجيش وصُرف بدر الدين بن نصر الله، واستقرّ محمد بن شعبان في الحسبة وصُرف صدر الدين [أَحمد] بن العجمي، ثم أُعيد صدر الدين في السابع والعشرين من صفر.

وفي الحادي عشر منه استقرّ شمسُ الدين الإحنائى في قضاء الشافعية بالقاهرة وصُرف القاضي جلال الدين البلقيني.

وفى العاشر من صفر حضر إينال باى بن قجماس وحضر إلى السلطان مقيَّدًا على أَمانٍ كتبه خليل بن تمراز عنه، فعاتبه الناصرُ فيقال إنه أَغلظ له في الجواب، فأَمر بنفيه إلى دمياط بطالا، واستقرّ في وظيفته شرباش [الشيخى]، ثم صُرِف واستقرّ فيها سودون المحمّدى، واستقرَّ باش باى رأْس نوبة عن يشبك بن أَزدمر، وفى قضاء المالكية جمالُ الدين عبدُ الله بن القاضي ناصر الدين التَّنسى في مستهل ربيع الأَول وهو شاب صغير، كان عند وفاة أَبيه مِن أَجمل أَهل زمانه، فاتفق أَنه خَرم بعض الأَموال لما كان في حبس


(١) هما الأميران تمر وسودون وهما من إخوة سودون طاز، راجع النجوم الزاهرة ١٢/ ٣٢٣، هذا ويلاحظ أن القبض وقع على هذين الإثنين فقط، أما إينال باي بن قجماس فقد اختفى.
(٢) فراغ بقدر كلمتين في ز، هـ.
(٣) راجع السلوك المقريزى، ورقة ١٥٣.