للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة]

في المحرَّم استقر الوزير كريم الدين في نظر الديوان المفرد مضافًا للوزارة.

وفيه أمطرت في حمص ضفادع (١) خضراء امتلأت منها الأزقَّة والأسطحة، ووصل الخبر بذلك.

وفيه شَغَب الجندُ المماليكُ فزِيد في أرزاقهم، كلُّ واحدٍ أربعمائة، فسكتوا.

وفيها رجع إسكندر بن قَرَا يوسف إلى تبريز (٢) فملكها بعد رحيل شاه رخ، ووقع بها الغلاء المفرط حتى أكلوا الكلاب.

وفي شوّال أغار قرْقُمَاس بن حسين بن نُعير على ابن عمه مُدْلِج بن علي بن نُعيْر، فانهزم قرْقُمَاس ودخل مدلج ومن معه بيوت قرْقُمَاس فنهبوها، فكر عليهم قرقُماس بمن معه فقُتل مدلج وذلك في ذي القعدة وعُمره نحو العشرين سنة، فقدم سليمان بن عذرا إلى القاهرة فأمَّره الأشرف على العرب عوضًا عن. مدلج فوصل إلى حلب في سابع ذي القعدة، وورد على يده مثال الأمراء المجردين أن يتوجهوا مع نائب حلب ليقضوا على قرْقُمَاس، فأرسل يطلب الأمان فورد المثال السلطاني بطرده عن البلاد، فتوجه الجميع من حلب يوم الجمعة سابع ذي القعدة وقرْقُمَاس يومئذ محاصرٌ مدينة جَعْبر، فأسرعوا السير فأدركوه وهو على المشهد تجاه جَعْبر على شاطئ الفرات، فلما رآهم ركب وانهزم فركبوا في أثره، وتشاغل بعض العرب الذين معهم والعسكر بالنهب واستمر العسكر في أثر قرْقُماس فأبْعد عنهم فنزلوا وقد تعبت خيولهم وعلمانُهم، فكر فيهم قرْقُمَاس ومن معه فقتلوا الدّشاري


(١) جاء في هامش م بخط البقاعي: "قصة إمطار الضفادع: أخبرني الفاضل البارع بدر الدين حسين ألبيرى الشافعي أنه سكن آمد مدة وأنها أمطرت بها ضفادع وذلك في فَصْل الصيف، وأخبرني أن ذلك غير منكر في تلك الناحية بل هو أمر معتاد، وأن الضفادع تستمر إلى زمن الشتاء فتموت، وأخبرني أن أهل المدينة - وهى آمد - أخبروه أنها أمطرت عليهم مرة حيات ومرة أخرى دما".
(٢) انظر في ذلك النجوم الزاهرة ٦/ ٦٦٣ - ٦٦٤.