للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان على الساقة، وأخذوا غالب الخيول التي وقعت والتي وجدوها، وقُتِل من العسكر جماعة في تلك الوقعة ونُهبت بعض خيامهم وأثقالهم ورجعوا إلى العرب في إثرهم يتخطفونهم، ولما تحقَّق قرْقُمَاس رجوعهم خشي عاقبتهم فتوجّه إلى جهة المشرق فدخل الأمراء إلى حلب سابع عشر ذي القعدة، وقد نُهِب من أثقالهم وخيولهم وسلاحهم شيء كثير جدا.

وفيها ورد كتاب شاه رخ ملك الشرق يستدعى من الأشرف هدايا فيها كتبٌ من العلم منها "فتح (١) البارى بشرح البخاري" فجُهِّزت (٢) له ثلاث مجلَّدات من أوائل الكتاب، عاد طلبه لها في سنة تسعٍ وثلاثين فلم تَتَّفِق تتمة الكتاب.

وفيها نقض عبد الواحد بن أبي حمو بيعة أبي فارس صاحب تونس، فجهز أبو فارس إليه ابن أخيه ابن الرّكاعنة فظفر بعبد الواحد عمه فقتله واستقر في مملكة تلمسان في ذي القعدة منها.

* * *

وفيها مات أزبك الدويدار الذي كان قد نفى إلى القدس بطّالًا فمات في شهر ربيع الأول منها بعد ضعفٍ طويل.

وفي مستهل جمادى الأولى سافر الناس إلى مكّة ليجاوروا بها صحبة سعد الدين بن المرأة، وكان استقر ناظرًا على مكس البهار الوارد عليه في جدة.

* * *

وفيها هلك صاحب الحبشة إسحق بن داود بن سيف أرعد الحبشي الأمْحَرِى في ذي القعدة، وأُقيم بعده ولدُه أندراوس بن إسحق فملك أربعة أشهر وأقيم عمه خرنباى بن داود فهلك في سبعة أشهر، فأُقيم سلمون بن إسحق بن داود المذكور فهلك سريعا، فأُقيم


(١) وهو لمؤلف الإنباء، ابن حجر العسقلاني.
(٢) يقرر ابن حجر في المتن أنه جهزت لشاه رخ ثلاث مجلدات من شرح البخاري، على حين أن أبا المحاسن يقرر في النجوم الزاهرة ٦/ ٦٥٠ أن رسول شاه رخ قدم بكتاب منه يطلب فيه "شرح البخاري للحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر وتاريخ الشيخ تقي الدين المقريزى المسمى بالسلوك لدول الملوك … وأنه يريد يكسو الكعبة ويجرى العين بمكة فلم يلتفت السلطان إلى كتابه ولا إلى رسوله وكتب له بالمنع في كل ما طلبه" وهذا نص صريح بعدم وصول الشرح إلى شاه رخ، فهل كان ابن حجر يقصد بما ذكره في المتن التجهيز دون الوصول.