للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة]

المحرم (١) أوله الأحد، والعشرون من بئونة.

وفي ليلة السبت تراءوا هلال المحرّم فلم يظهر مع الصَّح الشديد، فلما كان صبيحة هذا اليوم استقر القاضي محب الدين بن الأشقر ناظر الجيش، وركب النّاس معه، وكان الجمْعُ وافرًا.

* * *

واستقر معه محمد بن أبي الفرج بن عبد الرازق -أخو فخر الدين- في الأستادراية، وركب معه فوصَّله إلى منزله برأس حارة زويلة، وتوجّه إلى منزله بقرب قنطرة (٢) سنقر، وتوجّه غالبُ النّاس معه.

وفي هذا اليوم وصل رأس تَغْرِى بَرْمُش ورفيقُه، ونوديي عليهما بالقاهرة، ثم عُلّقا بباب زويلة، وقد تقدّم أنه ضرِبَت عنقُه في سابع عشر ذي الحجة بقلعة حلب.

* * *

وقدم مبشرّ الحاج وأخبر بأنّهم وقفوا يوم السبت، وأن بعض الناس تحدّث برؤية الهلال ليلة الجمعة، ولم يثبُتْ ذلك، لكن سار الركب من مكة فباتوا بعرفات ليلة الجمعة احتياطًا.

* * *

وفي هذا اليوم [الذي هو أول المحرم] نُقِلت الشمس من بُرْج السَّرَطَان، وهو أوّل يومٍ من الصيف، ومن يومئذ نقص النهارُ وأخذَ اللّيلُ منه. وهذا اليوم هو أطول أيام السنة، وأقصر لياليها.


(١) كان أول المحرم من هذه السنة يوافق ١٤ يونيو ١٤٣٩.
(٢) هذه هي القنطرة التي سماها المقريزي في الخطط بقنطرة اق سنقر وكانت تقع على الخليج الكبير وتنسب إلى الأمير اق سنقر شاد العمائر السلطانية أيام الناصر محمد بن قلاون وهو المتوفى سنة ٧٤٠.