للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات بعد عصر يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة، ودُفن من الغد بالخوخة ظاهر جامع آل ملك بجوار الشيخ إسحاق. وكان يذكر أن مولده سنة ٧٥٥ (١) وعرض العمدة على الشيخ جمال الدين الإسنوي، ولزم درس الشيخ سراج الدين البلقيني، وكان يحبّ الأمر بالمعروف، ويشدّد في ذلك، مع قصوره فى العلم، ويتخيل الشيء أحيانا فيلحّ في كونه لا يجوز.

وأنكر قديما كوْن ملك الموت يموت، واستفتى القدماء، وكان سمع في ميعاد الشيخ سراج الدين شيئًا من ذلك فصار الشيخ وآل بيته يمقتونه من ذلك الوقت، وسمع الخطيب يذكر في خطبة الجمعة في ذكر عمر أنه منذ أسلم فرّ الشيطان منه، فأنكر ذلك عليه وقال له: "لاتقل منذ أسلم فيقع في ذهن العامّيّ أن في ذلك نقصا لعمر" واستفتى في ذلك وبالَغ. وسمع مدرّسا يذكر مسألة الصرف وقوْلَ أبي سعيد لابن عبّاس: إلى متى توكل الناس الربا؟ "، فاشتد إنكاره ونَزّه ابن عباس عن ذلك واستفتى فيه أيضا. واجتمع عنده من الفتاوى من هذا الجنس ما لو جُلِّدَ لجاء في خمس مجلدات.

وجمع لنفسه مجاميع مفيدة، لكنّه كان عَرِيًّا من العربية، فيقع له اللحن الفاحش، وكان كثير الابتهال والتوجّه ولا يعدم فى طول عمره عامِّيًّا يتسلط عليه وخصوصًا ممن يجاوره، والله يعفو عنه.

وقد حدّث فى أواخر عمره. واستحلى ذلك، وأعجِب به، وحرص عليه. يرحمه الله.

٢٥ - خوند بنت الملك المؤيد، زوج قرقماس الشعباني. ماتت في التاسع والعشْرين من جمادى الأولى -وكانت نفساء- عن سقط أسقطته عند كائنة زوجها، فاستمرّت في الضعف إلى أن ماتت، ولم تخلف سوى ولدٍ ذكرٍ له نحو سبع سنين. وأسندَتْ وصيتها لزوجها.


(١) هكذا أيضا في الضوء اللامع على حين أنه أشار إلى أن المقريزي جعل ولادته سنة ٧٦٥.