وفيها خرج زامل النووي على ركب العراق في ثمانية آلاف نفس فنهبهم ومنعهم من التوجه إلى مكة حتى جبوا له عشرين ألف دينار عراقية.
وانسلخت هذه السنة ومضت في غاية الرخاء حتى بيع اللحم الضأني السليخ بثمانين درهماً القنطار، والبقري بخمسين درهماً القنطار، والسمن بستة عشر القنطار، والقمح من ثمانية إلى خمسة عشر الإردب، والشعير من ستة إلى ثمانية الإردب.
وفيها وقع بين نعير بن حيار بن مهنا وابن عمه عثمان بن قارا فتنة، فساعد يلبغا الناصري عثمان فكسر نعير ونهبت أمواله حتى قيل إن جملة ما نهب له ثلاثون ألف بعير.
وفيها سار يلبغا الناصري بالعساكر الحلبية وبعض الشامية إلى جهة التركمان فنازلوا أحمد بن رمضان التركماني فتواقعوا عند الجسر على الفرات، فانكسر التركمان وأسر إبراهيم بن رمضان وابنه راشد، فوسطهم يلبغا الناصري، ثم تجمع التركمان وواقعوا الناصري عند أذنة فانكسر العسكر وقلعت عين الناصري وجرح، ثم تراجع العسكر ولم يفقد منه إلا العدد اليسير فطردوا التركمان إلى أن كسروهم، فغدر التركمان بنائب حماة وبيتوه، فانهزم، ثم ركب يلبغا الناصري فهزمهم.
وفيها حضر نصراني القاضي ولي الدبن بن أبي البقاء بدمشق فاعترف بأنه أسلم ثم ارتد وسأله بأن يضرب عنقه، فهم بذلك، فلما رأى القتل أسلم، ثم ارتد فحمل إلى المالكي فضرب عنقه بدمشق في صفر.
وفيها قبض على بيدمر نائب الشام وحبس بصفد، وفيه يقول الشاعر: