للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة أربع عشرة وثمانمائة]

فيها دخل الناصر إلى القاهرة في ثاني عشري المحرّم وزار القدس في طريقه ولم يُفْقَد أَحدٌ مِمَّن كان صحبته إِلَّا ابن الفريخ الحكيم فإِنه اغتيل في الطريق.

وفي يوم وصوله إلى القلعة عُزل زين الدين بن الدميري من الحسبة واستقر شمس الدين يعقوب الدمشقي وكان قد صاهر إلى تقي الدين بن أَبي شاكر.

وفي سادسه دخل تغرى بردى نائب الشام.

وفى الثامن منه دخل الأَميران شيخ ونوروز دمشق فتلقَّاهما نائبها، وتوجَّه شيخ من دمشق إلى حلب، وتوجّه قرقماس من حلب يريد صفد، وتوجّه نوروز بريد طرابلس فوصلا إلى مقرّ نيابتهما وحكما بما أَرادا، فقدم الخبر على الناصر في ربيع الأَول أَنهما خالفا ما حلفا عليه وأَخرجَا الإقطاعات لمن أَرادا، وأَرسل كل منهما بمحاصرة بعض القلاع التي لم تدخل في نيابتهما، فتغيّر خاطر الناصر لذلك.

وفى الرابع والعشرين من المحرّم وصل بكتمر جَلق إلى القاهرة فتلقاه السلطان وخلع عليه وعلى دمرداش بنظر المارستان على العادة، ودخل النَّاصر البلد وهما معه بخلعتيهما، فدخل مدرسةَ جمال الدين وكانت قد غُيّرت (١) من اسم جمال الدين لاسمه أَيضا، واستناب الأَميرُ ولدَ ناظر الجيش: صلاحَ الدين بن بدر الدين (٢) بن نصر الله في النيابة عنه بالمرستان.

* * *

وفي حادي عشريه صُرف صدر الدين بن العجمي عن مشيخة التربة الظاهريّة واستقرّ حاجّي فقيه عوضًا عنه، وقُبض على صدر الدين فسُلِّم للأُستادار بسبب أن النَّاصر لمّا أَراد التوجّه إلى الشام أَودع كلِّ شيخٍ من المشايخ المشهورين - الذين جرت عادتهم بالتردّد


(١) انظر فيما بعد ص ٤٨١ ص ٧ - ١٥.
(٢) أمام هذا في هامش هـ "يعني ابن نصر الله".