للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة ثلاث عشرة وثمانمائة]

استهلَّت والأَمير شيخ يحاصر نوروز بحماة، وبيد شيخ غالب المملكة الشامية، وفي تلك المدّة اتصل القاضي ناصر الدين البارزي بالملك المؤيّد فلم يزل في خدمته إلى أَن مات.

وفي خامس عشر المحرَم استولى شاهين دويدار شيخ على حلب وحاصر القلعة، ووصل إلى شيخ أَلطنبغا القرمشي راجعًا من المرقب وقد حَبس فيه المأْسورين بعمل نائب الغيبة، وأَذن له سودون بقجة أَن يخرج إلى المدورة فيحصّل منها ما يمكن تحصيله ويأْخذه لنفسه.

وفي الثالث والعشرين من صفر أخرج (١) جاليش الناصر إلى قصْد الشام وفيه بكتمر جلق وطوغان ويلبغا الناصري وشاهين الأَفرم وغيرهم.

وفي سابع عشريه توجّهوا من الريدانية، وخرج السلطان في رابع ربيع الأَول بالعساكر بعد أَن عمل المولد النبويّ في أَول ليلة من ربيع الأَول، وجلس عن يمينه ابن زُقَّاعَة ودونه الشيخ نصر الله ودونه بقية المشايخ، وعن يساره القضاة. وأَنعم في هذه السنة على قاضي الحنابلة بمائة دينار ليتجهَّز بها دون بقية القضاة.

وقَرّر في مشيخة التربة التي أكمل عمارتها - وكان أَبوه (٢) أسسها - صدر الدين أَحمد بن العجمي ورتَّب عنده الصّوفية.


(١) جاء في هامش هـ، أمام هذا الخبر ولكن بغير خط الناسخ: "حدثني الشيخ الفاضل زين الدين أبو بكر بن شمس الدين محمد بن شمس الدين محمد العراقي الشافعي خادم الشيخ. . . . . . . . . العلامة القدوة نور الدين علي بن أَحمد بن أبي بكر. . . . . . . . . الآتي ترجمته أن الملك الناصر دخل وهو متأهب لهذا السفر إلى جامع عمرو، ثم مر من عند الشيخ فتأمله وهو ذاهب ثم قال: لا إله إلا الله ما [. . . . . . . . .] قد استولت على القلوب. ثم قال: اقتلوا هذا العقرب ولا تلوثوا المسجد بها وارموها خارجًا، فقمنا فلم نر شيئًا فأيس رفيقي، وأما أنا فلعلمي بأحوال الشيخ أمعنت في التفتيش فوجدتها وراء العمود في موضع لا يراه منه الجالس في موضع الشيخ فقتلتها ثم رميتها خارج الجامع على مزبلة بقرب الحمام المنسوب إلى الشافعي، فظننت أن الشيخ أشار بذلك إلى أن الناصر يقتل في هذه السفرة فكان كذلك ورمي على مزبلة كما فعلنا بالعقرب كما سيأتي، والملك الموفق".
(٢) يعني بذلك السلطان برقوق.