للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي السادس منه أَمر بأَخْذ ما في الطواحين والمعاصر من الخيل والبغال فسُيِّرتْ إلى العسكر، وبلغ الأَميرين (١) تحرّكُ الناصر إليهما من القاهرة فأَذعنا إلى المصالحة: على أن تكون دمشق وما معها لشيخ، وحلبُ وما معها لنوروز، وأَن يستقلّ كل منهما بمملكته، وتَركا ذِكر اسم الناصر من مكاتباتهما، وصارا يكتبان بدل "الملكي الناصري": "الملك لله".

فلما تقرّر ذلك عزما على مسْك دمرداش وابن أَخيه قرقماس، فهرب دمرداش ولحق بالعجل بن نعير ثم سار إلى الناصر، وهرب أَيضا مقبل الرومي فلحق بالناصر لمّا قدم غزة، ورجع شيخ إلى دمشق - ومعه يشبك بن أَزدمر - وأَفرج عن سودون الجلب وغيره من المأْسورين بقلعة المرقب، وأَشاع أَنه يريد التوجّه إلى عسكره، فتوجّه إلى العربان فأَوقع بهم وأَخذ لهم جمالًا وأَغنامًا كثيرة، وخرج من دمشق ومعه جانم نائب حماة فتوجها (٢) إلى جهة حلب.

ووصل القاضي شمس الدين الإِخنائي مع النَّاصر فأُعيد إلى قضاء دمشق وصُرِف الباعوني إلى خطابة القدس وخطب الإخنائي.

* * *

وأَما نوروز فمضى إلى حلب فتسلَّمها، واستمر السلطان في السير إلى الشام، وقرّر في نيابة الغيبة أَرغون نائب السلطنة بباب السلسلة وكمشبغا الجمالي بالقلعة وإينال الصلصلاني الحاجب لفصل الحكومات؛ وأَنفق في هذه السَّفرة من الأَموال ما لا يدخل تحت الحصْر (٣) والضبط، فأَعطى لتغري بردي وبكتمر جلق ستة آلاف دينار، ولكل مقدمٍ ألفَيْ دينار، ولكل طبلخاناه خمسمائة دينار، ولكل أَمير عشرين ثلاثمائة، ولكل أَمير عشرة مائتين ولكل مملوك مائة، فكانت النفقة وحدها نحو خمسمائة أَلف دينار خارجًا عن الخيول والجمال وما يحتاج إليه من البَرْك (٤) والخلع وغير ذلك.


(١) أمامها في هامش هـ "أي شيخ ونوروز".
(٢) ساقطة من هـ.
(٣) "الحصر و" غير واردة في هـ.
(٤) بلا تنقيط في هـ.