للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما وصلوا إلى غزة بلغهم خبر شيخ فتشاور بكتمر جلق فوصل إلى دمشق في سابع عشري ربيع الأَول صبيحة خروج شيخٍ منها فأَدرك جماعةً من أَصحاب شيخ فقبض عليهم.

وقدم الناصر صحبة جريدة لكبس شيخ ففاته، ثم قدمت أَثقال الناصر ونودِي بالأَمان، وقَرر الناصرُ في نيابة دمشق نوروز ونودي بذلك ليطمئن ويحضر إليه، وقَرّر في نيابة طرابلس يشبك الموساوي بعد أَن بذل فيها مائة ألف دينار.

وبرز الناصر إلى برزة في العشر الأَول من ربيع الأَول، واستناب بدمشق شاهين الزردكاش، وقَبض على شرف الدين موسى الملكاوي واتَّهمه بإِخفاءِ صدْر الدين بن الأَدمي وكان إذ ذاك قاضي الحنفية وكاتب السرّ عند شيخٍ فدلّ عليه، فلما أَتاه الطلب هرب ثم قُبض عليه فسُجن بقلعة دمشق في سابع جمادى الأُولى.

* * *

واستمر سيْرُ الناصر إلى حلب ثم خرج منها في نصف الشهر، فلمَّا أَحسَّ الأُمراءُ بمسيره مضوا إلى مرعش فتلقَّاهم على باك وناصر الدين ولدا خليل بن ذلغادر فأَقاموا عندهما، ثم بلغهم خروج الناصر من حلب في طلبهم فرحلوا إلى كِلْوَة (١) ثم إلى قيسارية فنزل الناصر بالأَبلستين، وكتب إلى شيخ ونوروز يُخيّرهما بين الخروج من مملكته وبين (٢) الوقوف لمحاربته أو الوصول لخدمته ليفعل فيهما ما شاءَ، وأَنّه عزم على الإِقامة بمكانه السنتين أَو الثلاث حتى ينال غرضه منهم، فأَجابه شيخ يعتذر بما خامر قلبه من الخوف وأَنه المانع له من الحضور وأَنه لا يقابل السلطان أَبدا، وأَنه إن لم يسمح له السلطان بنيابة دمشق فلينعم عليه بنيابة أبلستين ولنوروز بنيابة ملطية وليشبك بن أَزدمر بعينتاب، وتُفَرَّق القلاع على بقية الأُمراءِ ليحفظوها فإنهم أَحَقُّ من التركمان والأَكراد المفسدين، فلم يذعن (٣) السلطان لذلك وأَرسل إلى دمشق يستدعى الأَموال، وأَمرهم


(١) اكتفى مراصد الاطلاع ٣/ ١١٧٧ في تعريف موقعها بأن قال إنها موضع بأرض الزنج.
(٢) "أو" في هـ.
(٣) "يرض" في هـ.