للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة تسع وسبعين وسبعمائة]

فيها وقعت الفتنة بين أَيْنَبَك [البدرى (١)] وقرطاى [الشهابي (٢)] وذلك أَن قرطاي لما استقر أَتابك العساكر صاهَره أَيْنَبَك فعظم قدره، ثم غدر (٣) أَينبك بصهره وتمالأ (٤) مع جماعةٍ من المماليك مثل بركة وبرقوق ومَن (٥) انضم إليهما، ووعد كلًّا من هذين (٦) بإمرة طبلخاناه، وأركب السلطانَ فحضر الأُمراءُ إلى الاسطبل فركب (٧) قرطاى ومن معه من الأُمراء كسودون الجركسي (٨) وقطلوبغا البدرى ومبارك شاه (٩) الطازى وقطلوبغا جركس وغيرهم، فأَحسوا بالغلبة فهرب قرطاى وأَرسل يطلب نيابة حلب (١٠) - وهو بسرياقوس - فأُجيب إلى ذلك، وذلك في أَواخر صفر.

ثم أُمسك جماعة من الأُمراء الذين كانوا معه، واستمر أقتمر الحنبلي نائبَ دمشق وأقتمر عبد الغنى نائبَ السلطنة بمصر وأَينبك أَتابك (١١) العساكر ودمرداش اليوسفى رأْس


(١ - ٢) الإضافة من تاريخ البدر للعينى، ورقة ٩٩ ب س ٦ وفى هـ "جرت" بدلا من "وقعت".
(٣) أورد العيني في تاريخ البدر، ورقة ٩٩ ب، قصة هذا الغدر فقال "إنه بتاريخ الأحد العشرين من صفر عمل قرطاى وليمة فأهدى إليه أينبك مشروبا يقال له شنشن وعمل فيه بنجا، فلما شربه قرطاي تبنج فلما علم أينبك بذلك ركب ولبس لامة الحرب" هذا وقد وردت الإشارة إلى الشنشن أَيضا في الجواهر لابن دقماق، ورقة ١٧٢، وروايته شبيهة برواية العينى.
(٤) في ل "مال".
(٥) في ل "قد".
(٦) المقصود بذلك بركة وبرقوق.
(٧) في ظ "فركب قرطاى ومعه من الأمراء سودون ..... " الخ
(٨) في ل "الشركسي".
(٩) في ز "مبارك الطازى".
(١٠) كان ذلك يوم الاثنين. كما أنه أرسل إليه يطلب منه منديل الأمان وهو رمز الاستسلام، ولم يشر العيني في كتابه تاريخ البدر إلى أَنه أنعم عليه بنيابة حلب لاسيما وأنه قد ذكر فيه، ورقة ٩٩ ب، أَن قرطاى "أخرج إلى غزة منفيا ثم نفى إلى طرابلس ثم إلى مرقب ثم جهز إليه من يخنقه بها، وكان هذا آخر العهد به، راجع الجوهر الثمين لابن دقاق، ورقة ١٧٢.
(١١) نودى في مصر والقاهرة في ذلك اليوم "من كان له ظلامة فعليه بباب المقر الأشرف العزى الأتابكي أينبك" راجع تاريخ البدر للعيني، ورقة ٩٩ ب.