للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نوبة (١) وقطلوبغا (٢) - أَخو أينبك - أَمير آخور وآطلمش الأَرغونى دويدارًا كبيرًا.

وأَسكن أَينبك مماليكه مدرستي حسن والأَشرف، وأَعطى كلا من ولديه: أَحمد وأبي بكر تقدمةَ أَلف.

وكان استقرار أَينبك في ثاني عشرى صفر، وأَشاع (٣) العوام أَن بعض الأُمراء ركب على أينبك ولم يكن لذلك حقيقة، فأَمر ابن الكوراني الوالي أَن يسمر طائفة منهم، فيقال إنه أَخرج من الحبس طائفة ممن وجب عليهم (٤) القتل فسمَّرهم ووسطهم بعد أَن نادى عليهم: "هذا جزاءُ من يُكثر الفضول"؛ ثم التمس من الخليفة أَن يولّى أَحمد بن يلبغا السلطنة لأَن أُمَّ أَحمد كانت تحته، فامتنع [الخليفة] وقال: "أَنا ما أَعزل ملك بن ملك وأولى ابن أَمير" فقال له (٥): "إن أَحمد ما هو إلَّا ابن السلطان حسن فإن أُمه كانت حاملًا به لما قُتل [السلطان] فأَخذها يلبغا ولم يشعر بذلك فولد أَحمد على فرشه" فقال الخليفة (٦) "هذا ما يثبت"، فزبوه أينبك وغضب منه وأَمر بإمساكه ونفاه إلى قوص، وقرر (٧) قريبه زكريا بن الواثق في الخلافة، ثم لم يلبث إلَّا نصف شهر حتى جاءَت الأَخبار من بلاد الشام بمخامرة النواب وموافقتهم لطشتمر وأَنهم جمعوا جمعا كبيرًا وكان اتفاقهم على ذلك في ربيع الأَول، فتجهز أَينبك إلى قتالهم وخرجت مقدمته في سادس عشرى شهر ربيع الأَول وهم: أَخوه قطلوبغا وأَحمد بن أَينبك ويلبغا الناصري ودمرداش اليوسفى وبلاط الصغير وتمرباي الحسنى وجماعةٌ منهم: بركة وبرقوق وبورى الأَحمدى في آخرين، وأَخرج معه السلطان ورضىَ على الخليفة المتوكل وأَعاده إلى الخلافة واستصحبه معد. وخرج بقية (٨) العسكر في أَول ربيع الآخر،


(١) كان استقراره رأس نوبة كبيرًا عوضًا عن قرطاى الطازى، راجع تاريخ البدر.
(٢) رسمه العيني في تاريخ البدر، ورقة ٩٩ ب، في آخر سطر هكذا "قطلو حجا" ثم "قطلو خجا" في ورقة ١٠٠ ا، س ١٥، ثم "قطلو قجا" في ورقة ١٠٠ ا، ص ٢١.
(٣) في ظ "وأشاع العوام أَن بعض الأُمراء أمر بأن يركب على أينبك، فأمر أينبك حسين بن الكوراني الوالي أن يسمر جماعة ممن وجب عليه القتل فسمرهم ووسطهم".
(٤) "عليه" في ز.
(٥) في ل، ز "فقال له: أَحمد ما هو إلا ابن سلطان".
(٦) في ل "فقال الخليفة: أَحمد هذا ما يثبت".
(٧) وذلك بغير مبايعة ولا إجماع كما يقول العيني في البدر، و رقة ١٠٠ ب، وذيل العراقي، ص ١٩٨.
(٨) "ببقية" في ز.