للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رعافٌ كثير حتى أفرط فانقطع بسببه ولازمه الأطباء وأكثروا له من الحقن والأدوية إلى أن استفرغوا قوته كلها مع ما يخرج من أنفه من الدم، ثم تنوّعت به الأمراض من القولنج وغيره إلى أن مات وأُشيع أنَّه سمَّ وكان هو يلوح بذلك، ولم يغب ذهنه في طول مرضه، وحُرِّض مرارًا على أن يوصى ببرٍّ أو صدقة أو خلاص ذمّةٍ فلم يُقدَّر له ذلك، ومات بأحماله لم يحطّ عنه منها شيء إلا إن كان اغتيل فإن في ذلك كفارة كبيرة؛ وكثر الثناء السّيئ عليه بعد موته بسوء معاملته وطمعه، والله يسمح له، فلقد كان يقوم في الحق أحيانا، وله برّ وصلةٌ وصدقةٌ لبعض الناس ومحبةٌ في الصالحين ومروءةٌ وعصبيةٌ لأصحابه. رحمه الله تعالى.

واستقر بعده في كتابة السر ولده جلال (١) الدين محمد، لُقِّب بلقب أبيه بدر الدين ولم يستمر ذلك، وخُلع على شرف الدين سبط ابن العجمي بنيابة كتابة السر، فَتَلَقَّى الأمور عن جلال الدين لصغر سنه. ويقال إنه أخذ لأجل ذلك من مال أبيه مائة ألف دينار.


(١) جاء في هامش هـ بخط البقاعى "تقدم في ولاية الجلال هذا ما يدل على أن موت أبيه كان في رجب والله أعلم".