للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في دولة الأَشرف، فصحب الملك الظاهر قبل أَن يتأَمّر، وكانت (١) له به معرفة من بلاده، فلما كبر قرّره إمامًا عنده وتقدم دولته، وولاه قضاء العسكر ومشيخة الخانقاه البيبرسية، وكان حسن الهيأَة مشاركا في الفضائل جيد المحاضرة مات في رابع عشرى ربيع الآخر عن نحو من خمسين سنة.

٣١ - علم دار (٢) الناصري، خدم الملك الناصر محمدًا ومن بعده ثم مات بطالًا بدمشق، وكان ملازما لحضور الجماعات والخوانق، كثيرَ التلاوة والذكر، وله آثار حسنة بمصر ودمشق في ترميم السبل والخانات.

جاوز الثمانين وهو آخر من مات من مماليك الناصر.

٣٢ - عيسى بن الجمال محمد بن عيسى اليافعي، أَخو على (٣) الماضي قريبا. كان عارفًا بالفرائض. مات في عدن.

٣٣ - مثقال الساقي، سابق الدين الزمام، وكان أَصله من خدم المجاهد صاحب اليمن ثم صار الحسين بن الناصر وخدم عند زوجته أُمّ الأَشرف إلى أَن مات فاستقر "لالا" أَمير حاج بن الأَشرف، ثم صار مقدّم الحوش، ثم استقر زمامًا وعظم قدره في دولة الأَشرف، وعمّر المدرسة المشهورة بالقاهرة، فلما قُتل الأَشرف صودر وأُهين ثم استوطن المدينة بعد التردّد إلى مكة وإلى القدس مرارًا، ومات في آخر ذي القعدة ببدرٍ طالبًا للحج.

٣٤ - محمد بن عبد الله بن محمد بن فرحون، محب الدين بن بدر الدين اليعمري المغربي ثم المدني المالكي؛ كانت له عنايةٌ بالعلم وولى قضاء بلده، [مات] ولم يجاوز الخمسين.

٣٥ - محمد (٤) بن عبد القادر بن علي بن سبع البعلى، تقى الدين، اشتغل ودرّس مكان عمه أَحمد في الأمينية وغيرها، وأَفتى ودرّس وولى قضاء بعلبك وطرابلس ولم يكن مرضيا في سيرته، وجمع كتابًا في الفقه قصور فهمه، وكان يكتب خطا حسنًا ويقرأُ في المحراب قراءةً جيّدةً ويخطب بجامع رأْس العين. مات في المحرّم.


(١) وردت هذه العبارة في ز على الصورة التالية "وكانت له به عناية يعرفه من بلاده".
(٢) Wiet : Les Biographies du Manhal، No. ١١١٦.
(٣) راجع ترجمة رقم ٢٩ في وفيات هذه السنة ص ٣٨٧.
(٤) راجع ترجمة رقم ٢٥ ص ٣٨٧ وحاشية رقم ١.