للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان متقشفا مطرح التكلّف فاستمر على ذلك، وكان طعامه مبذولًا لكل من دخل عليه، وصُرِف بعد ثمانين يومًا بالبدر الإِخنائى، ثم أُعيد في رجب سنة تسع وسبعين واشتدّ في أَمره وعاند ابنَ جماعة والأَكملَ فتمالَآ عليه حتى صُرف في جمادى الأُولى سنة ثلاثٍ فلزم داره حتى مات في سادس عشر صفر.

١٠ - شيخ علي شاه زاد بن أويس بن حسن بن حسين بن آقبغا، كان من جملة الأُمراءِ، فلما قَتل أحمدُ بن أَويس أَخاه حسينا في سنة أَربع وثمانين قبض على أُمراءِ الدولة فقتلهم وأقام أَولادهم في وظائفهم، فنفرت منه (١) قلوب الرعية وتمالأُوا عليه وأقاموا أخاه هذا سلطانًا وتوجهوا به من بغداد إِلى تبريز فالتقاهم بمن معه ومعه قرا محمد بن بيرم خجا صاحب الموصل وهو صهره - وكانت بنته تحت أحمد - فالتقى بمقدّمة القوم فراسله خضر شاه بن سليمان شاه الانبلاتي (٢) وكان أَجلّ أُمراءِ بغداد، فانهزم خضر شاه وأُصيب شاه زاد بسهم، فحُمل إِلى أخيه وبه رمق فمات.

١١ - طشتمر بن عبد الله الدوادار (٣)، مات بالقدس بطالًا.

١٢ - طقج (٤) المحمدى أحد الأُمراء المقدمين بالقاهرة ثم نقل إِلى دمشق فمات بها.

١٣ - عبد الله بن الحاجب بيبرس، تقدّم بالقاهرة في دولة أَينبك، وكان خيّرا متواضعا، وكان ولى كشف الجسور فأَنكر عليه السلطان أَمرًا، فكتب إِليه كتابا يتهدّده فيه، فخاف وغلب عليه الخوف فمرض ومات في جمادى الأُولى.

١٤ - عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الحلبي الأَصل، تقى الدين بن محب الدين ناظرُ الجيش وُلد سنة ست وعشرين وسبعمائة، واشتغل بالعلم ثم باشر كتابة الدست في حياة أبيه وتقدّم في معرفة الفنّ، وصنف فيه تصنيفًا لطيفًا عليه اعتماد الموقعين إِلى هذه الغاية.

وكانت له عناية بالعلم، وسمع "الشفاء" على الدلاصي وغيره، ثم ولى نظر الجيش استقلالًا بعد أبيه ومات في حادى عشر جمادى الأُولى.


(١) "منه" ساقطة من ز.
(٢) في ل "الإسلامي" وهى في بقية النسخ كما بالمتن ولكن بلا تنقيط.
(٣) نعته ابن شهبة، ٥ أ، بباب المملكة، وترجم له ترجمة مطولة.
(٤) "صبح" في ابن شهبة، ٥ أ.