للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٥ - عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحيم بن الترجمان، عماد الدين الحلبي، سمع حضورًا على العزِّ إِبراهيم بن صالح في الثانية من أول عشرة الحداد إِلى ترجمة أبي المكارم سنة ٣١٤ (١)، وسمع - وهو كبير - عل غيره، وكان ذا ثروة (٢) وبنى مكتبا للأَيتام (٣)، ووقف عليه وقفا.

سمع منه الشيخ برهان الدين المحدّث، ومات يوم عيد الفطر سنة ست وثمانين وسبعمائة.

١٦ - عبد الواحد بن إِسماعيل بن يس بن أبي حفص (٤) الإِفريقي ثم المصرى، أوحد الدين، سبط القاضي كمال الدين بن التركماني. استغل على مذهب الحنفية قليلا وباشر توقيع الحكم ثم اتصل ببرقوق أول ما تأَمّر، والسبب في معرفته أن شخصا يقال له يونس كان أمير طبلخاناه في حياة الأَشرف مات وكان أَوحد الدين شاهد ديوانه، فادّعى برقوق أنه ابن عمه عصبية، فساعده أَوحد الدين على ذلك إِلى أن ثبت له ذلك بالطريق الشرعي.

فلما قبض برقوق الميراث ممَّن وضع يده عليه - وهو أحمد بن آل ملك مولى يونس الميت المذكور - أَعطى أَوحد الدين منها ثلاثة آلاف درهم - وهى إِذ ذاك مائة وخمسون مثقالًا ذهبا - فامتنع من أَخْذها واعتذر بأَنه ما ساعده إِلَّا لله تعالى: فحسن اعتقاد برقوق فيه.

فلما صار (٥) أَمير طبلخاناه استخدمه شاهد ديوانه، ثم لما تأَمّر جعله موقِّعا عنده فاستمرّ في خدمته وبالغ في نصحه، واستقر موقع الدست مع ذلك إِلى أَن تسلطن فصيّره كاتب سرّه، وعزل بدر الدين بن فضل الله فباشرها أوحد الدين مباشرة حسنة مع حسن الخلق وكثرة السكون وجمال الهيئة وحسن الصورة والمعرفة التامة بالأُمور. وبلغ من الحرمة ونفاذ الكلمة أمرًا عجيبا، لكن لم تطل مدّته بل تعلَّل وضعف. ثم اشتدّ به الأَمر حتى ذهبت منه شهوة الطعام، وابتلى بالقئ وصار لا يستقرّ في بطنه شيء إِلى أن مات في ذي الحجة ولم يكمل الأَربعين.

١٧ - على بن أحمد الطيبرسي. كان أَستادار (٦) خوند أُم الأَشرف، وسئل في الإِمرة مرارًا فامتنع. مات في شوال.


(١) في ز "٣١".
(٢) في بعض النسخ "نزوة" والأرجح ما أثبتناه بالمتن، فقد ذكر ابن حجر في الدرر الكامنة ٢/ ٢٣٨٣ أنه كان "ذا ثروة طائلة وتجار من تحت يده يسافرون له".
(٣) وذلك تجاه المدرسة الشرقية، راجع الدرر الكامنة.
(٤) "فيض الأفريقى" في الدرر الكامنة ٢/ ٣٥٣٢.
(٥) أي برقوق.
(٦) الوارد في ابن شهبة، ٥ ب، أنه كان أستادار الملك الأشرف ذاته وأنه حصل له من الجاه والحرمة ما لم ينله غيره، أما في أواخر أيامه فكان يباشر أوقاف مدرسة أم السلطان الأشرف.