للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٩ - عبد (١) الله العفيف المعروف بالأشرفى، كان مملوكًا روميًا اشتراه أَرْغُون الفاخورى وربّاه فتعلَّم الخطَّ وحذق اللِّسان العربى وتعانى الخدم، فرآه البرهان المحلِّى التاجر فأَعجبه فاشتراه من أَرْغُون ثم أعتقه، ثم تنقَّلَت به الأحوال حتى اتصل المذكور بالملك الأشرف إسماعيل صاحب اليمن فعظم عنده جدًّا وفوّض إليه أمر المتاجر بعدن، وصار يكتب بخطه "الأشرفى" واشتهر بها فشرق بها المحلى وتولَّدت بينهما العداوة؛ وكان يباشر بصرامةٍ وشهامةٍ وبعض عسفٍ مع معرفة تامة، فلم يزل على ذلك من سنة ثمانمائة يتنقل الحال فى ذلك. بينه وبين نورالدين ابن جُميع (٢) إلى أن مات الأشرف وولى ولده الناصر، ومات ابن جُميع فتحوّل الأشرفى إلى مكة فسكنها نحوًا من عشر سنين، ثم تحوّل إلى القاهرة فقطنها واستقام أمره إلى أن قُدّر أنه خرج في تجارةٍ إلى جهة طرابلس فاشتراها فأسرته طائفةٌ من الفرنج وقعوا بالمركب الذى هو فيه فانتهبوا ما معه، واستمر في الأسر نحوًا من أربع سنين إلى أن مات في هذه السنة في ربيع الآخر.

١٠ - عبد الله، جمال الدين بن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد العراقى، الحلى الأصل، نزيل القاهرة، وُلد سنة أربع وستين تقريبًا بحلب، وكان أبوه من صدور علمائها وتربىّ هو بعد موته عند الشيخ شهاب الدين الأذرُعى وحصل له وظائف أبيه، ثم تعلَّق - بعد أن كبر - بولاية الحكم فناب فى عدّة بلاد، وولى قضاء بعض البلاد على غير مذهبه ولم يكن متحرّيًا، وكان يعرف الشروط، واستكثر من شراء الكتب مع عدم فراغه للاشتغال.

وقدم القاهرة سنة إحدى وعشرين فقطنها إلى أن مات (٣)، وفى هذه السنة قيل للسلطان إِنَّهَ لم يحج فأرسل إليه في العشر الأخير من شوال فسأله عن ذلك، فاعترف فأمره بأن يحجّ


(١) أمامها فى هامش هـ بخط الناسخ "كان اسمه شاهين وولى وزارة اليمن. ".
(٢) ضبطتها هـ بضم الجيم.
(٣) أدرجه الضوء اللامع ٥/ ٢٦١ فيمن مات سنة ٨٢٧ بناء على ما ذكره ابن أخت صاحب الترجمة ثم قال: "ورأيت فى نسختى أيضًا من الإنباء: سنة سبع وثلاثين فيحرر أي التاريخين أصوب، وكأنه الأول"، هذا وقد أوردته الشذرات ٧/ ٢٢٣ فيمن مات سنة ٨٣٧، راجع ما سبق، ص ٣٣٦ حاشية رقم ٢.