للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى حلب فى شوال سنة ستٍ وعشرين ثم نُقِل إلى القاهرة فى سنة ثلاث وثلاثين فأُمِّر تقدمة، ثم قُرِّر أتابك العساكر بها، ثم نُقل إلى نيابة دمشق بعد عزلِ سودون من عبد الرحمن فكانت مدّةُ ولايته لها قدر سنةٍ واحدة إلى أن مات في شهر رجب. وكان شهمًا مسرفًا على نفسه يحب العدل والإنصاف، ولم يخلف ولدًا.

واستقر بعده في نيابة الشام قَصْرُوه نائبُ حلب نقلا منها، واستقرّ عوضه في نيابة حلب قَرقُمَاس الحاجب الكبير، واستقر عوضه في الحجوبية يَشبك المِشَدٌ. ومن الاتفاق أَنَّ أنَّ رفيقًا لى (١) رأى ما كُنَّا في سفرة آمد - قبل أن ندخل حلبا وذلك في رمضان- أَنَّ النَّاس اجتمعوا فطلبوا مَنْ يؤم بهم فرأوا رجلًا يُنسب إلى الصلاح فسأَلوه أن يؤمّ بهم فقال: "بل يؤم بهم قرْقُماس"، ففى الحال حضر قرقماس فتقدم فصلَّى بهم، فوليها بعد ذلك بدون السنة، ونُفى سودون من عبد الرحمن الذى كان نائب الشام إلى دمياط بعد أن كان بذل فى نيابة الشام ستين ألف دينار يُعَجِّل نصفها ويُجهّز نصفها بعد الولاية فلم يجب. واستقر عوضه في إمرته الأمير الكبير إينال الجكمى أمير سلاح، واستقر عوضه آقبُغَا الِتَّمرازى أمير سلاح وكان أمير مجلس، واستقر عوضه أمير مجلس جَقمقَ أمير آخور، واستقر عوضه أمير آخور تغرى برمش الذى كان نائب الغيبة في سفر الشام.

كل ذلك يوم الخميس سلخ شهر رجب (٢).

٨ - رميتة بن محمد بن عجلان الحسنى الذى كان ولى إمرة مكة، وكان خرج فى طائفةٍ من العسكر للوقيعة ببنى إبراهيم على نحو ثمانية أيام من مكة فقُتِل فى المعركة.


(١) أمامها فى هامش هم بخط البقاعى: "حكى لى ذلك الرفيق المنام لما كنا فى حلب وفيه أن الناس كانوا مجتمعين فى صفد، وأخذ العسكر المصرى وغيرهم وكانوا في اضطراب شديد وأن المشار إليه بالخبر الشيخ إبراهيم بن ذو القاعة، وأنه لما أشار بقمر قاس نظر الرائى إلى مكان إشارته فرآى قرقماس آتيا فوق روس الناس، فلما صار أمامهم استقروا وبطل اضطرابهم ومرجهم، فأولت ذلك أنا بالصلاة عليه بعد قتله، فإن أهل المملكة كانوا فى اضطراب شديد إلى أن قتل فاستقروا".
(٢) ورد بعد هذا فى بعض نسخ المخطوطة الخير التالى: "وفى الثالث من شعبان ماتت أم تغرى برمش المذكور وكان الجمع فى جنازتها حافلا، ومنع ابنها أكابر الناس من المشى فى جنازتها وركب وركبوا إلى مصلى المؤمنى". وموضع هذا الكلام كما يبدو في الحوادث لا فى الوفيات.