للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدولة المؤيدية من إنشائه مجلَّدين فى الوقائع، ودخل مع المؤيّد بلاد الروم، فلما انقضت الدولة المؤيّدية رقَّ حاله فرجع إلى بلده حماة فأقام بها على خير إلى أن مات في الخامس والعشرين من شعبان.

سمعتُ من نظمه كثيرًا، وسمعتُ عليه معظم شرحه على "بديعيّته" وجملةً من إنشائه، ولقيتهُ بحماة سنة ستٍ وثلاثين ذهابًا وإيابًا وبيننا مودّة أكيدة، والله تعالى المسئول أن يرحمه ونعم الرجل كان. رحمه الله تعالى، ومن نظمه:

سرنا ولَيْلُ شَعْرِهِ مُنسدِلٌ … وَقَدْ غدا جمالُه مُسفَّرا (١)

فَقَال صُبْحُ ثَغْرِهِ مُبْتَسِمًا … عند الصَّباح يحمدُ القومُ السّرى

ومنه:

فى سويداء مُقلَةِ الحُبِّ نَادى … جفنُه وهُوَ يَقْنَصُ الأُسد صَيْدَا

لا تَقُولُوا ما فى السُّوَيْدَا رِجَالٌ … فأنا اليَوم مِن رجال السُّويدَ (٢)

٦ - أبو بكر، المقيم ببولاق، أحدٌ من كان يُعتقد، وكان مقيمًا بالحسينية (٣) ظاهر القاهرة ثم تحوّل إلى بولاق وبُنيت له زاوية، ثم اتَّفَق أَنه أَمرَ أَن يُبْنَى له بها قبرٌ فبُنى، فلما انتهت عمارته ضعف فمات فدُفن فيه فى المحرّم؛ وتُحكى عنه كرامات ومكاشفات وكان في الغالب هملا (٤).

٧ - جارقُطلى (٥) نائب الشام: تنقَّل في الخدم إلى أن ولى نيابة حماة في الدولة المؤيّدية، ثم نُقل إلى نيابة حلب عوضًا عن قَانِى بِك واستقرّ البجاسى في نيابة دمشق، وكان دخولهُ


(١) هكذا في النجوم الزاهرة ٦/ ٨٣٣.
(٢) علق البقاعى فى هـ "على شعره بقوله: "وشعر المذكور كله من هذا الدرب، وهو والله بوصف السفساف أولى لما تراه من اتباع معانيه لألفاظه فهو زائد التكلف لذلك، وكل من نحا نحوه فهو مثله".
(٣) ولذلك يسمى "الحسينى" نسبة لسكنه الحسينية، و"البولاقى" نسبة لسكنه بولاق مصر.
(٤) فى ز "كاهلا" وكذلك فى هـ، غير أن الأخيرة وضعت فوقها كلمة "كذا": تشككًا في اللفظ، أما عبارة الضوء اللامع ج ١١ ص ١٠٠ فهى "وكان في الغالب كأنه ثمل".
(٥) أشار السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ١٩٨ إلى أن العامة تنطقه بالشين المعجمة بدلا من الجيم.