للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفيها توجه تمرلنك بعساكره إلى سمرقند بسبب جماعةٍ خانوه في أَموالٍ أَرسلها معهم إلى بعض القلاع فعصوا عليه، وكان بعد رجوع اللنك عن بلاد الروم، وأَغار على بلاد الكرج فنازلهم وأبادهم ولم يزلْ يحاصرهم إلى أَن غلب عليهم وطلبوا الأَمان فأُمِّنُوا، وشفّع فيهم الشيخ إبراهيم الحاكم بشيروان فشفعه وصالحهم على مالٍ ورحل عنهم.

وفيها توجّه مُنْكِلي بُغَا رسولًا بهديةٍ إلى تمر من الناصر فرج وفيها زرافة، فدخلوا حلب يوم عيد الفطر سنة ست، وكان الناصر قد وردت عليه هدية تمر بالفيل وغيره، وتوجهوا في شوال.

وفيها في الثامن من شعبان زلزلت حلب وأَعمالها زلزلة شديدةً وخربت أَماكنُ كثيرة، وزلزلت قبل ذلك في يوم الجمعة ثالث جمادى الآخرة وقت الاستواء ثم سكنت، ثم زُلزلت زلازل كثيرة متفرّقة في طول السنة، وكانت الزلازل (١) بالجهة الغربية منها (٢) أَكثر.

* * *

وفى ذى الحجة أَفرَج دمرداش - لمّا تحوّل من طرابلس إلى حلب - عن سودون طاز وجكم الدويدار، وكان دمرداش أَخرَج جكم من السجن بالمرقب وصحبه معه في حركاته، ثم سجنه لما حارب التركمان بالقصر ثم أَفرج عنه وأَخذه معه إلى حلب ثم فرّ منه إلى حماة ثم إلى أَنطاكية، فلما أوقع دمرداش بأَمير (٣) أَنطاكية ورجع إلى حلب وصلَ الأَمرُ السلطاني بالإفراج عن جكم وأَن يسكن حيث شاءَ من البلاد، فتوجّه إلى طرابلس فاستولى عليها وأَخرج شيخًا السليماني - نائبها - عنها، ثم نازل حلبًا، فهَمَّ دمرداش ودخلها عنوة، فاستقرّت قدمه بها إلى أَن اتفقت حركة يشبك في ركوبه على السلطان، ثم انهزم ومَن معه إلى الشام، واقتفى رأْيُهم خَلْعَ الناصر من المُلك، فكاتبوا نوّاب البلاد فأَطاعوهم إلا دمرداش.


(١) أشار العينى، شرحه، ٣/ ٢٠٣ إلى حدوث الزلازل العظيمة في البلاد الطرابلسية وقد هدمت فيها أبنية كثيرة.
(٢) أي من حلب.
(٣) كان أمير أنطاكية حينذاك فارس بن صاحب الباز التركماني، انظر ص ٢٦٩ حاشية رقم ٢.