للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم كانت وقعة السعيدية (١) فتفرّقوا، ورجع جكم إلى حلب فاستولى عليها وكسر التركماني، ودعا أَهل حلب إلى مبايعته بالسلطنة فأَجابوه، وذلك في تاسع شوّال، وكان قطْعُ الخطبة للناصر من جمادى الآخرة، وتلقبّ [جكم] "العادل" ولم يتسلطن إلَّا في شوال وخُطب له على المنابر ولبس خلعة السلطان في عاشره وَرَكب من دار العدل إلى القلعة وكتب إلى نواب (٢) الشام فأَطاعوه إلَّا القليل، وبلغ ذلك الناصر فخرج طالبًا قتاله، فقُتِل سودون طاز، قَتله دويدارُ دمرداش بغير أَمره، وهرب جكم.

وفيها هرب قَنِبَاى العلائي من محبسه بقلعة الصُّبَيْبَة، وكان مع نوروز وغيره.

* * *

وفى ذى الحجة تقلَّد القاضي عزُّ الدين عبد العزيز البغدادي الحنبلي قاضي القدس سيفًا ووقف بالمسجد الأَقصى، وجَمَع الناسَ وأَشهد على نفسه أَنه حكم بزندقة القاضي شهاب الدين الباعونى خطيب المسجد الأَقصى ومَنع الناس من الصلاة خلفه، فسُئل عن مستنده في ذلك فَذكر أَنه سمعه يقول إنه رآى النبي يقبّل يد الباعونى، فاستفتي الباعونى عند ذلك العلماءَ بالقدس فأَفتوا بأَنّ ذلك لا يقتضى كُفرًا ولا زندقة، فوصل الباعوني إلى دمشق في المحرّم من السنة المقبلة وشكاه إلى نائب دمشق، فأَرسل إليه ليحكم بينهما ففرّ إلى العراق.

* * *

وفيها حاصر قرا يوسف التركماني - صاحبُ تبريز - بغدادَ، فهرب صاحبها أَحمد بن أُويس إلى جهة الشام، فوصل إلى دمشق، فغَلب قرا يوسف على بغداد فجهَّزَ إليه تمرلنك طائفةً فكسرهم، فبلغ ذلك تمرلنك فجَهَز إليه ولده في مائة أَلف، فنازلوا قرا يوسف فهزموه فهرب إلى الرحبة ولم يُمَكَّن من دخولها، وتعصّب عليه جماعة من جهة نُعَيْر فهرب أَيضا إلى جهة الشام، فوقع بينه وبين نُعَير وقْعة، فانكسر قرا يوسف ووصل الشام في ربيع الآخر فأَكرمه النائب، وكان [قرا يوسف] قد تعب وجهد منذ


(١) راجعها بالتفصيل في عقد الجمان للعيني لوحة ٢١٦ - ٢١٧ تحت أحداث سنة ٨٠٧.
(٢) في ك "النامات"، وفى ز، هـ "الشامات".