للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

توجّه من الرحبة إلى دمشق في البرية بلا ماءٍ ولا زادٍ حتى وصل إلى بيروت، فلم يشعر إلَّا وفاجأَه قاصدُ النائب بطلبه، فتوجّه إليه فبلغ ذلك الأُمراءَ بمصر فأَرسلوا بطلبه، فشفع فيه نائب الشام شيخ المحمودى فقُبلت شفاعته، واستقرّ بالشام أَميرًا يركب في خدمة النائب.

واعتُقل أَحمدُ بن أُويس - ملك بغداد - بدار السعادة، وكان وصوله إلى بعلبك بعد وصول قرا يوسف إلى دمشق وذلك في ربيع الآخر، ودخل دمشق في سادس جمادى الأُولى وتلقَّاه النائب وأَنزله بدار السعادة وكاتَب فيهما، فوصل الجواب بالقبض عليهما، والسبب في ذلك ما وقع من الاتفاق مع تمرلنك أنّ من جاءَ مِن عنده يُحبس حتى يُكاتب فيه، وكذا من جاءَ مِن عندنا إليه؛ فقيّد أَحمد وقرا يوسف وسجن أَحدهما ببرج السلسلة والآخر (١) ببرج الحمام، ثم وصل مرسومٌ في شعبان بقتلهما، فتوقَّف النائب وراجع في ذلك، ثم وصل كتابُ تمر في شوال إلى نائب الشام يعاتبه على إكرام قرا يوسف ويستبطئ مجئ رسوله مسعود [الكججانى]، وكان قد توجه في رمضان من حلب، وكان وصل كتاب نعير يخبر فيه أَن تمرلنك أَرسل إليه يهدّده بعد أَن مكّن قرا يوسف من دخول الشام، فانزعج الناس لذلك، ومع ذلك فلم يتنكّر النائب لقرا يوسف، وكان السلطان قد جهّز مسعودًا ومَن معه من رُسل اللنك وصُحْبَتُهم منكلى بغا الحاجب، وصُحْبَتُه هدية جليلة، وتوجهوا في رجب ومعهم زرافة، وكان وصولهم إلى حلب يوم عيد الفطر (٢)، وتوجهوا منها إلى جهة الشرق.

* * *

وفيها شرع نائب الشام في إعادة عمارة الجامع الأُموى.

وفى المحرم عُزل عز الدين الحنبلى عن قضاء الشام بابن عبادة (٣)، ثم أُعيد في ربيع الآخر، ثم عُزل في جمادى الأولى بابن عبادة في شعبان (٤). وفي ربيع الأَول أُعيد زين


(١) في ز "والأخرج".
(٢) راجع ما سبق ص ٢٦٢ س ٤ - ٧.
(٣) راجع ابن طولون: قضاة دمشق، ص ٢٩٠.
(٤) علق العينى في عقد الجمان ٢٣/ ٢٠١ على هذا بقوله: وهذا كله ملعبة وفساد في المملكة لعدم سلطان رشيد متمكن".