للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَرسله له السلطان فواظبه فلم ينجع، فقال له: ما بعثك السلطان لى إلا حتى تعمينى. فبلغه ذلك فتغيّظ منه".

وكان بلغه ما صنع بكلمش مع موقعه حتى ضربه فصار يستشفع عنده بالله ورسوله فيقول: "ها أنا أضربك حتى يجئ الليث يخلّصك من الذئب"، فاستمر إلى أَن مات.

وكان كتب للسلطان قصة في بكلمش يقول فيها: "أتأكلى الذئاب وأَنت ليث؟ " فبلغه ذلك أَيضا فتغيّظ وأَمسكهما بعد الخدمة في القلعة.

٣٠ - محمد بن أحمد بن الثاقب النقيب.

٣١ - محمد بن أَبي بكر بن عيسى الهرستانى الصحراوى، شمس الدين، سمع من أَبي الفتح الميدومى وغيره وحدّث. سمعْت منه، مات في المحرم.

٣٢ - محمد بن بشير البعلبكي المعروف بابن الأَقرع، اشتغل كثيرًا وتمهّر، وكان جيّد الذهن قوىّ الحفظ يعمل المواعيد عن ظهر قلب، وله عند العامة بدمشق قبول زائد، وكان طلق اللسان حلو الإيراد. مات في شهر رمضان مطعونًا.

٣٣ - محمد بن حِجِّى الحسبانى، بهاء الدين أَبو البقاء، أَخو قاضي الشام الآن: نجم الدين عمرو الشيخ شهاب الدين، عنى بالعلم ومات شابًا فإنّ مولده كان في سنة ثلاث وستين، وكان حسن الصوت بالقرآن جدا، وكان قد شارك فى عدة فنون. مات في شوال.

٣٤ - محمد بن سلامة التوزرى (١) المغربي، أَبو عبد الله الكركي نزيل القاهرة، كان فاضلا مستحضرًا لكثير من الأصول والفقه، وصحب السلطانَ في الكرك فارتبط عليه واعتقده، ثم قدم عليه فعظمه جدا، وكان يسكن في مخزن في إصطبل الأَمير قلمطاى الدويدار، وإذا ركب إلى القلعة ركب على فرس بسرج ذهب وكنبوش (٢) ذهب من مراكيب السلطان.


(١) هكذا في الضوء اللامع ٧/ ٦٤٠، ولكنها "النويرى" في النجوم الزاهرة ١٢/ ١٦٥.
(٢) Dozy: Suppl. Dict. Ar. II، ٤٩٢.