للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع منه صاحبنا الحافظ غرس الدين وأظنه استجازه لي، ومات فيشهر ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة.

أحمد بن أحمد بن عبد الله الزهوري العجمي نزيل دمشق ثم القاهرة وكان بزي الفقراء وحصل له جذبة فصار يهذي في كلامه ويخلط ويقع له مكاشفات، منها انه لما كان بدمشق وكان الملك الظاهر حينئذ بها جندياً فرأى في منامه أنه ابتلع القمر بعد أن رآه قد صار في صورة رغيف خبز، فلما اجتاز بالشيخ أحمد، فصاح به: يا برقوق! أكلت الرغيف، فاعتقده، فلما ولي السلطنة أحضره وعظمه، وصار يشفع عنده فلا يرده، ثم أفرط حتى كان يحضر مجلسه العام فيجلس معه على المقعد الذي هو عليه ويسبه بحضرة الأمراء وربما بصق في وجهه فلا يتأثر لذلك، وكان يدخل على حريمه فلا يحتجبن منه، وحفظت عنه كلمات كان يقولها، فيقع الأمر كما يقول، وكان للناس فيه اعتقاد كبير.

أحمد بن محمد بن أحمد الطولوني شهاب الدين كبير المهندسين كان عارفاً بصناعته، وتقدم فيها قديماً، وكان شكلاً حسناً طويل القامة، وعظمت منزلته عند الملك

<<  <  ج: ص:  >  >>