المحرم - أوله الأحد، العشرين من بونة من أشهر القبط -، وفي ليلة السبت تراءوا هلال المحرم فلم يظهر مع الصحو الشديد، فلما كان صبيحة هذا اليوم استقر القاضي محب الدين بن الأشقر ناظر الجيش وركب الناس معه وكان الجمع وافراً، واستقر معه محمد بن أبي الفرج عبد الرزاق أخو فخر الدين في الأستادارية، فركب معه فوصله إلى منزله برأس حارة زويلة، وتوجه إلى منزله بقرب قنطرة سنقر، وتوجه غالب الناس معه.
وفي هذا اليوم وصل رأس تغري برمش ورفيقه ونودي عليهما بالقاهرة ثم علقا بباب زويلة - وقد تقدم أنه ضربت عنقه في سابع عشر ذي الحجة من الحالية - بقلعة حلب، وقدم مبشر الحاج وأخبر أنهم وقفوا يوم السبت، وأن بعض الناس تحدث برؤية الهلال ليلة الجمعة ولم يثبت ذلك، لكن سار الركب من مكة فباتوا بعرفات ليلة الجمعة احتياطاً.
وفي هذا اليوم نقلت الشمس من برج السرطان، وهو أول يوم من الصيف، ومن يومئذ نقص النهار وأخذ الليل منه، وهذا اليوم هو أطول أيام السنة وأقصر لياليها.