وناصر الدين الطبردار وغيرهما وحدث، وكان يذكر أن مولده سنة ٧٥٧، وعرض العمدة على الشيخ جمال الدين الأسنوي، ولازم الشيخ سراج الدين البلقيني، وكان يحب الأمر بالمعروف ويشدد في ذلك مع قصوره في العلم، ويتخيل الشيء أحياناً فيلح في كونه لا يجوز، أنكير قديماً كون ملك الموت يموت واستفتى القدماء، وكان سمع في ميعاد الشيخ سراج الدين شيئاً من ذلك - فصار الشيخ وآل بيته يمقتونه من ذلك الوقت، وسمع الخطيب يذكر في خطبة الجمعة في ذكر عمر أنه منذ أسلم فر الشيطان منه، فأنكر عليه وقال: لا تقل: منذ أسلم، يقع في ذهن العامي أن في ذلك نقصاً لعمر، واستفتى في ذلك فبالغ، وسمع مدرساً يذكر مسألة الصرف وقول أبي سعيد لابن عباس: إلى متى تؤكل الناس الربا؟ فاشتد إنكاره ونزه ابن عباس عن ذلك واستفتى، واجتمع عنده من الفتاوي من هذا الجنس مالو جلد لجاء في خمس مجلدات، وجمع لنفسه مجاميع مفيدة لكنه كان عرياً من العربية فيقع له اللحن الفاحش، وكان كثير الابتهال والتوجه. ولا يعدم في طول عمره عامياً يتسلط عليه وخصوصاً ممن يجاوره - والله يعفو عنه؟ وقد حدث في آخر عمره واستحلى ذلك وأعجب به وحرص عليه - رحمه الله.
خوند بنت الملك المؤيد زوج قرقماس الشعباني، ماتت في التاسع عشر من جمادى الأولى، وكانت نفساء عن سقط أسقطته عند كائنة زوجها، فاستمرت في الضعف إلى أن ماتت، ولم تخلف سوى ولد ذكر له نحو سبع سنين، واسندت وصيتها لزوجها.