وفي يوم الاثنين ثاني المحرم استقر الشيخ ولي الدين السفطي شيخ المدرسة الجمالية في نظر الكسوة مضافة إلى وكالة بيت المال، وركب الناس معه أيضاً.
وفي الثالث منه أمر عبد الباسط ناظر الجيش دويداره بإحضار ما في منزله من الذهب، فكان ثلاثين ألف دينار فاستقلها السلطان، فاستأذنه ناظر الجيش المذكور في بيع موجوده فأذن له، وشرعوا في بيع جميع ما عنده من الحواصل، فوصلت مصادرته في اليوم العاشر إلى مائة ألف دينار وثلاثين ألف دينار والطلب مستمر، وقيل إنه طلب منه ألف ألف دينار، وإن بعض الوسائط أنزلها إلى خمسمائة ألف دينار، ولم يثبت ذلك وصودر كاتبه على عشرة آلاف دينار، ثم خفف عنه منها الخمس، والأستادار جانب بك مملوكه - على عشرة آلاف دينار، فباع دوره واثاثه وشرع في وزنها وضمن عليهم وأطلقوهم، ثم أطلق ضفدع وإبراهيم الكاتب بغير شيء، وكثرت الأمتعة والملابس الفاخرة بأيدي الناس من كثرة من يبيع ذلك من حواشي المشار إليه - إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار.
ومن أعجب ما يذكر أن جميع منادميه صاروا ملازمين لكاتب السر طمعاً في استمرار جهاتهم وجاههم - والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور