قتل السعيد، وأعقب ذلك الغلاء والوباء بمدينة فاس والغرب كله، فولى السعيد على فاس رجلا سامهم سوء العذاب، ثم أرسل أبو سعيد ارجلاً من أقاربه يقال له صالح، بن صالح فتناهى في الظلم وفشا فيهم الموت، وبلغ ذلك الفرنج فعمروا عليهم عدة مراكب فحصر صالح أهل الجبال وأنزلهم على البلد، فرجع الفرنج إلى جزيرة بين سبته وجبل الفتح يسمى طرف القنديل فأقام بها، فطال الأمر على أهل الجبال وظنوا أن الفرنج رجعوا إلى بلادهم وقلت على أهل الجبال الأزواد فتفرقوا، فبلغ ذلك الفرنج فنازلوا أهل سبتة فقاتلوه فغالبهم بالكثرة، وملكوا منهم المينا، فخرج المسلمون بأهلهم وأموالهم وما قدروا عليه، فدخل الفرنج البلد في سابع شعبان من هذا السنة، ونقلوا ما كان بها حتى الكتب العلمية، وكان بها منها شيء كثير إلى الغاية، ونقلوا ما وجدوا بها من الرخام والآلات والأمتعة حتى الأنوال، وتركوها قاعا خرابا، ومع ذلك فهي بأيدهم فلا قوة إلا بالله.
ذكر من مات
سنة سبع عشرة وثمانمائة من الأعيان.
احمد بن أبي أحمد، المقرئ الحلبي، اعتنى بالقرآن فكان يقرئ بمسجد يجاور الشاذبختيه بحلب مدة، ثم تحول من حلب إلى القدس قبل الوقعة العظمى، ثم انتقل