للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجه من فاس إلى مراكش فنازل أَبا الفضل حتى قتله، ثم حارب عامر بن محمد المتغلِّب بفاس حتى هزمه ثم ظفر به فقتله، وقتل تاشفين في سنة إحدى وسبعين، ثم ملك تلمسان في يوم عاشوراءَ سنة اثنتين وسبعين، واستأمنوا ملك المغرب الأَوسط، وثبت قدمه، ودفع الثوار والخوارج واستمال العرب، ولم يزل إلى أَن طرقه مالا بد منه فمات بمعسكره في تلمسان في شهر ربيع الآخر، واستقر في السلطنة بعده ولده السعيد محمد، ثم خُلع سنة ست وسبعين واستقر السلطان أَبو العباس بن أبي سالم.

٢٣ - عثمان بن محمد بن عيسى بن علي بن وهب القشيري، فخر الدين، ابن دقيق العيد المصري. سمع من عم أَبيه تاج الدين أَحمد بن علي (١) الأول من "مشيخة ابن المقري"، وناب في الحكم ونظر في الأَوقاف ودرّس بجامع آق سنقر (٢) والمسرورية (٣) والنابلسية، وكان مُزجَى البضاعة. مات في شهر ربيع الأَول.

٢٤ - علي بن إبراهيم بن سعد (٤) الأَنصاري: أَبو الحسن بن معاذ، كان يذكر أَنه من ذرية سعد بن معاذ الأَوسي، وكان فاضلًا مشاركا في عدة علوم متظاهرًا بمذهب أَهل الظاهر يناضل عنه ويجادل مع شدةِ بأس وقوةِ جنان ومعاشرةٍ لأَهل الدولة خصوصا القبط، ونسخ (٥) بخطه غالب تصانيف ابن حزم، وكتب بخطه شيئًا كثيرًا خصوصا من كتب الكيمياء، وقد سمع من ابن سيد الناس (٦) ولازمه مدة طويلة، وسمع منه البرهان محدث حلب، ومات بمصر في رابع شوال. أَخذ عنه الشيخ أَحمد القصير مذهب أَهل (٧) الظاهر، وكان يذكر لنا عنه فوائد ونوادر وعجائب. والله يسامحه.


(١) انظر عنه الدرر الكامنة ١/ ٥٧١.
(٢) ينسب لبانيه اق سنقر بن عبد الله الناصري المقتول سنة ٧٤٨ هـ، والجامع واقع فيما بين باب الوزير والتبانة بالقاهرة، انظر خطط المقريزي ٢/ ٣٠٩.
(٣) المسرورية من مدارس الحديث الشافعية بدمشق، راجع عنها النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٤٥٥ وما بعدها.
(٤) "خضر" في الدرر الكامنة ٣/ ٥.
(٥) سقطت من ز عبارة "ونسخ بخطه غالب تصانيف ابن حزم".
(٦) شذرات الذهب ٦/ ١٠٨.
(٧) ساقطة من ز.