للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها وقع بين الشيخ شرف الدين يعقوب بن الشيخ جلال الدين التبّانى وبين الشيخ مصطفى القرماني شيخ المدرسة القمارية، بحيث وقع من الشيخ مصطفى في حق إبراهيم الخليل شيءٌ أَنكره الشيخ شرف الدين.

وتفصيل (١) ذلك أَن الشيخ جلال الدين لما مات رام الشيخ شرف الدين أَن يستقر مكان أَبيه فغَلب عليه مصطفى واستقر فيها، فبقى في نفسه منه، فاتفق أَنه ظفر "بشرح مقدمة أَبي الليث" جَمْع مصطفي المذكور، فوجده ذكر في دليل كراهية التوجه عند البول إلى الشمس والقمر لأَنهما معظمان ولذلك قال إبراهيم الخليل لما رَأْى الشمس بازغة "قال هذا ربى" فقال شرف الدين: "هذا كفر". وبالغ في التشنيع على مصطفى.

فشكى مصطفى أَمره إلى قديد الحاجب، فأَهان الشيخ شرف الدين، فلما وصل السلطان وقف إليه الشيخ شرف الدين وطلب منه أَن يعقد لهما مجلسًا فأَجابه وأَحضر القضاة والعلماء وشيخَ الإسلام سراج الدين البلقيني، فادّعى شرف الدين على مصطفى أَنه وقع في حق الخليل فقال في كلام له فيما ادّعاه عليه أَنه قال: "لا يبول أَحد في الشمس والقمر لأَنهما عُبدا من دون الله" وذكر إبراهيم في قوله (فلما رأى القمر بازغا). ووقع اللغط. فالتفت السلطان إلى القضاة يستفهمهم (٢) فقال له ابن التنسى القاضي المالكي: "إن حكَّمتني فيه ضربت عنقه"، فبادر أَكثر الأُمراء وسأَلوا السلطان أَن يحكِّم فيه القاضى الحنفى فأَجابِهم، فكشف الحنفى رأْسه وأَرسله إلى الحبس ثم أَحضره بعد ثلاثة أَيام فضربه وحبسه ثانيا، ثم أَفرج عنه بعد أَن حكم بإسلامه، وذلك في ربيع الأَول.

* * *

وفيها وقع الوباءُ ببغداد فجلا عنها أَكثر أَهلها فدخل سلطانها إلى الحلة فأَقام بِها، وأَعقب (٣) الوباءَ غلاءٌ فلذلك تَحَوَّل.

* * *


(١) تفصيل هذا الخبر حتى نهايته غير وارد في نسخة ظ.
(٢) في ز "يستفتيهم".
(٣) عبارة "وأعقب الوباء غلاء فلذلك تحول" غير واردة في ظ.