شهر الله - المحرم، أوله الأربعاء بالرؤية في اليوم التاسع منه استقر سراج الدين عمر بن موسى الحمصي في قضاء الشافعية بطرابلس، وأضيف إليه نظر الجيش بعد أن أقام بالقاهرة ثمانية اشهر وأزيد يسعى في قضاء الشافعية بدمشق، فحضر الونائي قاضيها في الثالث والعشرين من ذي الحجة، فحصل للحمصي ياس من قضاء دمشق فسعى في طرابلس إلى أن خلع عليه.
وفي يوم الأحد تاسع عشر شهر ربيع الأول عمل المولد السلطاني، وكان مختصراً في كل أحواله بحيث أن عدد القراء انحط من ثلاثين إلى عشرة وكذلك الوعاظ، وفرغ بين العشائين، وتوجه الناس إلى منازلهم سالمين من عبث المماليك.
وفي يوم الاثنين سابع عشر شهر - ربيع الأول توجه العسكر المجهز لقتال الفرنج برودس، ومقدمهم تمرباي راس نوبة الكبير وإينال العلائي الدوادار الكبير، ومعهم ألف وخمسمائة مقاتل، ومعهم جمع كثير من المطوعة، فتوجهوا إلى دمياط ليجتمع بها المراكب التي جهزت من الشامات وغيرها.
وفي هذا العشر من هذا الشهر توقف النيل بعد إن كانت الزيادة في العشر الأول ظاهرة، ونودي في يوم منه بثلاثين إصبعاً - والله المستعان فيما كان - فكانت مدة التوقف.. وفي ليلة الخميس.. وفي من شهر ربيع الآخر توجهت مراكب - العساكر إلى دمياط