للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معه (١) وأُحيط، بأهله وخزائنه، وهجم تمر على بغداد فملكها قهرًا ثم (٢) شنَّ الغارات على بغداد وما حولها وماداناها وتمادوا إلى البصرة والكوفة (٣) والحلة وغيرها، وأوسعوا القتل والفتك والسبي والأسر والنهب والتعذيب، وفرّ من نجا مِن أهل بغداد فوصل الشيخ غياث الدين العاقولى إلى حصن كيفا هاربا فأكرمه صاحبها.

ثم سار عسكر تمر إلى أربيل فحاصرها فأطاعه صاحبها، ثم ساروا إلى تكريت فَعَصَتْ عليهم فنازلها فصَبر لهم أهلها، فراسلوا (٤) تمرلنك بذلك فأمدّهم بأمير شاه ولده وأردفه بخواجا (٥) مسعود - صاحب خراسان - وأقام هو ببغداد إلى آخر السنة.

وكان (٦) دخول تمرلنك بغداد في شوال، ثم توجه نحو الشمال فوصل إلى ديار بكر وعصت عليه قلعة تكريت فحاصرها من ذى الحجة إلى أن أخذها بالأمان في صفر سنة ست [وتسعين].

وفيها مات كمشبغا الأشرفي الكبير نائب الشام فاستقر عوضه تانى بك الحسنى.

* * *

وفى أول هذه السنة عصى نعير على السلطان لكونه أجار منطاش لمّا استجار به، فاجتمع عليهما من العرب والتركمان عسكرٌ كبير فقصدوا سلمية فخرج إليهم محمد بن قارا التركماني فقتل منهم جماعة، وجرح منطاش وسقط، وهو لا يُعرف، لأنه كان حلق شواربه فأردفه ابن نعير خلفه وانهزموا. ثم طرق منطاش ونعير حماة فنهبوها فبلغ ذلك نائب حلب - وكان قد استقر [بها] أقبغا الصغير - فكبس على بيوت العرب وسبى نساءهم وساق أموالهم وأكمن لهم في بيوتهم الكمناء.

فلما بلغهم سبىُ نسائهم رجعوا على وجوههم إلى بيوتهم فخرج عليهم الكمناء فقتلوهم وأسروا خلقا كثيرًا وانهزم الباقون.


(١) في ظ "تبعه".
(٢) من هنا حتى قوله "ببغداد إلى اخر السنة" س ٧ وارد في هامش ١٠٤ ب من نسخة ظ.
(٣) في ز "الكركر".
(٤) أي أن عسكر تمرلنك راسلوا صاحبهم.
(٥) في ل "بخجا".
(٦) هذا الخبر كله غير وارد في ظ.