للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما رآى أولاد نعير ذلك جنحوا إلى طاعة السلطان وملُّوا من الحرب وكرهوا منطاش لما فيه من الهوج، فراسلوا السلطان في طلب الأمان والتزموا له بمسك منطاش فأكرم رسلهم.

فلما بلغ ذلك أباهم أذعن إلى الطاعة وراسل نائب حلب ليسلِّم له منطاش فلما تحقق منطاش ذلك ضرب نفسه ليقتلها فلم يمت، فتسلَّمه قُصّادُ نائب حلب ثم تسلَّمه نائب القلعة، ثم أرسل السلطان يأمر بقتله وحَمْل رأسه، فحُملَتْ بعد أن طيف بها جميع البلاد الشامية التي يقع المرور عليها، فلما وصلت إلى القاهرة طاف بها الوالى ابن الطبلاوى على قناة ثم علَّقها على باب زويلة ثلاثة أيام ثم دُفنت.

وأرسل السلطان يلبغا (١) السالمي إلى نعير بالخلع ولتحليفه على الطاعة.

* * *

وفي شعبان وصل عامر بن ظالم بن حيار بن مهنا بن أخى نعير مغاضبا لعمّه فأكرمه السلطان، ثم قدم أبو بكر وعمر - ولدا نعير - مفارقَين لأبيهما فأُكرما بدمشق.

وفى شوال أمطرت السماء مطرا غزيرا حتى خاض الناس في المياه وذلك في أول من توت والشمس في برج السنبلة.

* * *

وفيها حضر رسل صاحب دهلك ومعهم فيل وزرافة وغير ذلك: هدية (٢).

* * *

وفى شعبان وصل رسل تمرلنك إلى الظاهر يُظهر له الوداد، والكتبُ على لسان طقتمش خان سلطان الدشت.

* * *

وفيها هرب أحمد بن أُويس من بغداد وذلك لأنه كان شديد العسف بالرعية والأمراء، فلما قصده تمرلنك كان إذا أرسل أحدا من الأمراء لكشْفِ خبره يعيد إليه جوابًا غير شاف،


(١) "يلبغا السالمي" غير واردة في ز، ل.
(٢) راجع الجوهر الثمين لابن دقماق، ص ١٩٣.