للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعميت عليه الأخبار إلى أن دهمه فلم تكن له به طاقة، فخرج من أحد أبواب البلد، وفتح أهل البلد الباب الآخر لتمرلنك فأرسل في طلب أحمد ففات الطلب ودخل الشام.

وكان تمرلنك قد غلب قبل ذلك على تبريز وكاتبَ أحمد أن يذعن له بالطاعة ويخطب باسمه فأجاب لذلك لعلمه أن لا طاقة له بمحاربته، فكاتب أهلُ بغداد تمرلنك في الوصول إليهم فوصل.

وكان أحمد أرسل الشيخ نور الدين الخراساني إليه فأكرمه وقال: "أنا أتركها لأجلك" ورحل، فكتب الشيخ نور الدين الخراساني إلى أحمد يبشِّره بذلك. وسار تمرلنك من ناحية أخرى فلم يشعر أحمد - وهو مطمئن - إلا وتمر قد نزل بغداد في الجانب الغربي، فأمر أحمد بقطع الجسر ورحل وهرب أحمد.

لكن لم يعامل تمرلنك البغداديين بما قصدوه فإنه سطا عليهم واستصفى أموالهم وهتك عسكرُه حريمهم وجَلا عنها كثيرٌ من أهلها، فأرسل [تمرلنك] عسكرا في إثر ابن أُويس فأدركوه بالحلة فنهبوا ما معه وسبوا حريمه وهرب هو ووضع السيف في أهل الحلة ليلا ونهبها وأضرم فيها النار.

ولما وصل أحمد في هربه (١) إلى الرحبة أكرمه نعير وأنزله في بيوته، ثم تحول [أحمد] إلى حلب فنزل الميدان وأكرمه نائبها وطالع السلطان بخبره فأذن له في دخول القاهرة.

* * *

وفي ذي القعدة رجع حسن الكجكني من بلاد الروم من عند أبي يزيد بن عثمان بعد (٢) أن أصلح بينه وبين ابن قرمان بأمر السلطان، وأرسل صحبتهم - بسؤالهم - محمد بن محمد الصُّغَيَّر الطبيب وجهز صحبته كثيرًا من العقاقير وغيرها، ثم جهز (٣) اللنك ولده بعسكر حافل إلى صالح بن حيلان - صاحب البصرة والبحرين - فقاتلوه فهزمهم وأسر ولد تمرلنك،


(١) في ل "هزيمته".
(٢) عبارة "بعد أن أصلح … ... هدايا ابن عثمان" ساقطة من ل.
(٣) في ظ "وجه ولده".