للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج في آثاره عز الدين أزدمر وجهز السلطان إليه ثلاثمائة ألف درهم فضة برسم النفقة فبعث إليه عسكرًا آخر فظفر بهم.

* * *

وفيها كانت وقعة عظيمة للفرنج بنستروة، طرقوها في رمضان في أربعة غربان فنهبوها وقتلوا النساء والأطفال وأقاموا بها ثلاثة أيام.

* * *

وفيها كانت وقعة عظيمة بالمدينة (١) بين جماز بن هبة - الذي كان أمير المدينة النبوية - وبين ثابت بن نعير المستقر فيها، وقُتل بينهم خلق كثير.

وفيها (٢) كانت وقعة بين عرب الكرك ونائبها فقتل النائب يونس.

* * *

وفيها (٣) في شوال كانت محنة القاضي ناصر الدين بن الميلق، فقرأتُ بخط قاضي القضاة تقي الدين الزبيري وأجازنيه قال: "لما كان ابن الميلق قاضيا طلب أمين الحكم وقت العصر إلى الحجاز، وكان من بالقاهرة من أهل الحجاز شكوه للقاضي وقالوا إنه يقول إنه ما يصرّ إلا بحكم النصف، فأنكر عليه القاضي وقال: تعمل هذا في أيامي؟ وألزمه بتكملة الصرّ، ولم يكن عنده ما يكمل به الصرَّة لتأخِّر حضور المال الوقف من الشام، وكان منطاش ختم على مودعى الحكم بالقاهرة والحسينية وصار يحطُّ على القاضي لامتناعه من إقراضه مال المودع، فحضر بدر الدين القلقشندى وأمين الحكم وأخوه جمال الدين موقع الحكم، وذكر للقاضي أنه حضر من وقف البرج والمغاربة قدر أربعين ألفًا من جهة علم دار، وهي في جهة شخص هو زوج ابنة تمنتمر (٤) ناظر المرستان وأنهم لم يجتمعوا به، والمبلغ حاضرٌ معه لاغيبة له، وسألهم أن يقرضوا الأربعين من مودع مصر وكان لم يختم ليكمل بذلك الصرة ويعيدوها إذا قبضوا من القاصد، فأذن لهم فكتبوا قصة سألوا فيها أن ينقل أربعين ألف درهم


(١) "بالمدينة" ساقطة من ز، ل.
(٢) هذا الخبر غير وارد في ز، ل.
(٣) خير هذه المحنة بأكمله والتعليق عليه غير وارد في ظ.
(٤) فراغ في ل.