للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من مودع مصر إلى مودع القاهرة، فكتب لهم بالنقل على الوجه الشرعي فقبضوه وصرّوه، وطالبوا القاصد فماطلهم وخرج منطاش والعسكر، وراك عليهم تمنتمر (١) إلى أن انفصل ابن الميلق.

* * *

ولما استقر عماد الدين بن الكركى أوقفوا من المبلغ عشرة آلاف، فلما أن ولى المناوى ذكروا له ذلك فأمر أمين الحكم بمصر - وهو شهاب الدين أحمد - في أن يرفع الأمر إلى السلطان، فقدم قصة فقرئت فأمر بإحضار ابن الميلق فأوقفه، ثم عُقد له مجلس وهو واقف فألزموه بغرامتها فخرج فباع من وظائفه وأملاكه واقترض إلى أن وفَّاها وعند الله يجتمع الخصوم". انتهى ما نقلته.

وبلغني أنه في أول حضوره المجلس على تلك الصورة خرَّ مغشيا عليه فما أفاق حتى رشُّوا عليه الماء ومع ذلك لم يرحمه أحد ممن حضر ولم ينصفه أحد من أهل هذه الظلمة، ولعل ذلك يكون كفارة له.

وتوجع لابن الميلق - بسبب ذلك - جماعة كانوا يكرهون المناوى لفساد كان فيه: فبسطوا ألسنتهم فيه ووبخوه بكل وجهٍ فلم ينزعج لهم وصار ينتقم منهم واحدًا بعد واحد، ولله الأمر.

وفى ذى الحجة (٢) شكى بعض التجار لنائب الكرك يوسف القشتمرى أن جماعةً من العشير أخذوا له مالًا من الغنم وغيرها، فركب وتحدث معهم وسألهم أن يعيدوا ما أخذوه، فأخذوا البعض فطلب البقية فذكروا أنهم لم يأخذوا إلَّا ذلك، فجمع مشايخهم ليحلِّفهم فاجتمعوا فقبض عليهم فغضب الباقون فوقعوا فيه فقاتلوه (٣) وكان في ناس قلائل.

* * *


(١) فراغ في ل.
(٢) هذا الخبر والأخبار الأربعة التالية له غير واردة في ظ.
(٣) في ز "فقتلوه".