للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ربيع الآخر حصل سيل عظيم بحلب فساق جملة كثيرة من الوحوش والأفاعي، فوُجد فيها ثعبان فمه يسع ابن آدم إذا بلعه، وكان طوله نحو سبعة أذرع أو أكثر.

* * *

وفيه وقع الفناء بالإسكندرية فيقال مات في مدة يسيرة عشرة آلاف.

* * *

وفيه استقر الشيخ علاء الدين السيرامى في تدريس الفقه والمشيخة بالشيخونية عوضًا عن جمال الدين محمود لاشتغاله بوظيفة نظر الجيش، وأذن له السلطان أن يستنيب عنه من يحضر وقت العصر في الظاهرية ويحضر هو بالشيخونية ويدرس بالمكانين، ولم يتفق ذلك لغيره.

* * *

وفيها استقر أبو يزيد الدويدار في نظر جامع ابن طولون، انتزعه من القاضي المناوي فلما مات (١) [أبو يزيد] استعاده المناوى ولبس لأجله خلعة.

* * *

وفيها (٢) كان الطاعون الشديد بحلب فقرأتُ في تاريخها للقاضي علاء الدين: "بلغَت عدة الموتى كل يوم خمسمائة نفس وأكثر، ثم تناقص في أواخر السنة" وقال: "ومات فيه جمع من الأعيان ولكن كان غالبه في الصغار".

* * *

وفي هذه السنة أُكملت مدرسة إينال اليوسفى خارج باب زويلة ونُقل إليها فدفن بها.

* * *

وفى تاسع عشرى ذى الحجة نودى بأمر السلطان في الناس بمصر والقاهرة أن يتجهزوا إلى قتال تمرلنك وطرده من بلاد الإسلام، فإنه قتل العباد وخرّب البلاد وهتك الحريم وقتل


(١) كانت وفاة أبي يزيد في شهر رجب.
(٢) جاء في هامش ١٠٧ أ من نسخة ظ "وفيها كان بحلب وباء عظيم بلغت عدة الموتى فيه في اليوم الواحد ألفا خمسمائة ونفس، وكان أكثرهم من الأطفال".