للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رمضان بعد مرضٍ طويل وقد جاوز السبعين (١)، وكان يتكلم على الناس بالجامع الأزهر من نحو سبعين سنة، ولازم مجلس الشيخ سراج الدين البلقيني، فقرأ عليه من كلامه ومن كلام غيره، واشتهر ذكره، وحظى حظوةً عظيمةً، وكان مع ذلك يشتغل بالعلم، ويستحضر في الفقه، وقد ناب في الحكم عن القاضي جلال الدين وغيره.

٧ - عبد الرحمن بن محمد الزركشي (٢)، الشيخ أبو ذرٍّ الحنبلي، سمع من أبي عبد الله البياني صحيح مسلم في سنة ٦٨ وحدّث عنه مرارًا وتفرّد بالرواية عنه بالدّيار المصرية، بل كان في هذا الوقت مسند مصر.

مات في ليلة الأربعاء ثامن عشر صفر فنزل الناس بموته درجةً، ومولده في رجب سنة ثمانٍ وخمسين وسبعمائة، وكان يدرى الفقه على مذهبه، فقُرّر في تدريس الشيخونية بعد موت القاضي محبّ الدين الحنبلي البغدادي، وكان صحيحَ البدن، ضعيف البصر، وقد ناهز السبعين.

٨ - عبد العزيز بن علي بن عبد المحمود البكري المقدسي البغدادي الحنبلي، القاضي عز الدين، ولى قضاء القدس، وحصل بينه وبين الخطيب بالقدس، وهو حينئذ القاضي برهان الدين الباعوني، فقام على الباعوني، فقُدِّر أن الباعوني ولى قضاء الشام، فتوجّه عز الدين إلى بغداد، فأقام بها، وولى القضاء بها، ثم عاد إلى القدس، ثم لما دخل الهرويُّ القدسَ وقع بينهما، فتحوّل عزّ الدين بأهله إلى القاهرة، فاتّفق دخول الهرويّ القاهرة، وولى قضاء الشافعّية بها، فقام عليه عزّ الدين إلى أن عُزِل، ثم ولى تدريس الحنابلة بالمؤيّدية أوّل ما فتحت، ثم ولى قضاء الشام، فأقام مدّة ثم عاد، ثم ولى القضاء بالدّيار المصرية مرّة ثانية، ثم أعيد إلى قضاء دمشق.


(١) الأصح أن يقال إنه جاوز الثمانين، وقد نص على ذلك أبو المحاسن حوادث الدهور حـ ١ ص ٥٣ وورد في الضوء اللامع ٥/ ٥٠ أنه ولد في سنة ٧٦٢، أضف إلى ذلك أن النص أعلاه يصرح بأنه كان يتكلم بالجامع الأزهر منذ نحو سبعين سنة، أي منذ سنة ٧٧٦.
(٢) النسبة هنا لصنعة أبيه محمد بن عبد الله بن محمد، هذا وقد جاء في هامش هـ "بخط البقاعي بعد ذلك" ابن عبد الله بن محمد، أبو ذر بن الإمام شمس الدين، ولد سابع عشر شهر رجب سنة ثمان وخمسين وسبعمائة بالقاهرة، وكان فاضلًا ومات ليلة الأربعاء ثامن عشر صفر" وقال البقاعي في ترجمته في عنوان الزمان. رقم ٢٧٢ "كان أبوه بارعا في صنعة الزركش".