للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عجبا في بني آدم، كثير الدّهاء والمكر والحيل، ونُقل عنه أشياء مضحكة (١) مات في دمشق في شوال مفصولًا عن الحكم وكان اختصر المُغْنى وضمّ إليه مسائل من المنتقى لابن تيمية من مختصرات الحنابلة.

٩ - علي بن إسماعيل بن محمد بن حسن (٢) بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان البعلي، علاءُ الدين، مولده سنة ٧٦٢ ببعلبك ونشأ بها، وقرأ القرآن، ورحل به والده (٣) إلى دمشق وأسمعه جامع الترمذي، وسنن أبي داود، ومشيخة الفخر على عمر بن أميلة، وأسمعه عَلَى، الصّلاح بن أبي عمر الشمائل للترمذي، ومسند ابن عبّاس من مسند الإمام أحمد، ومسند أهل البيت - فيما أظن، وسمع مسند الإمام الشافعي على يوسف بن عبد الله بن حاتم بن الحبال سنة ٧٧٢، أنا أبو الحسين اليونيني، والتاج عبد الخالق بن علوان، قال اليونيني، أنا ابن الزبيدي، وأخوه أبو علي الحسن، وعبد السلام بن عبد الرحمن بن سكينة، ومحمد بن سعد بن الخازن، وأبو هريرة محمد بن الوسطاني وآخرون إجازة، قال ابن علوان، أخبرنا الموفق بن قدامة - إجازة - أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا أبو الحسن الكرخي بسند.

وله مسموعاتٌ أخَر ببعلبك على شيوخها، وفيهم كثرة.

وهو شيخ صالح خَيِّرٌ مؤذّن بجامع بعلبك، مات بعد أن رجع إلى بلاده في أول سنة


(١) أضاف البقاعي في هامش هـ تكملة لذلك وله: "مع قلة الدين. منها انه قال لنقيبه بدمشق، قرر على نفسك شيئا تعطينيه كل يوم" فامتنع. فلم يلح عليه وصبر إلى أن جاء شخص من الشيوخ يكون أكبر سنا من النقيب يدعى على غريم له، فأظهر القاضي الغضب منه، وقال: أحضروا لي جملا حتى أضربه وأنكل به ثم أطوف به "فشاع ذلك بين الناس فاجتمعوا في المدرسة، كل هذا وذلك الرجل يقول: "ما ذنبي" فلما تضايقت "أي ضاقت، المدرسة بالناس سأله بعضهم ما ذنبه فقال: "هذا هتك عرضي فإنه يشيع في الناس أنه فعل في نفيبى كذا" فتعاظمت مصيبة النقيب، ثم تقدم وقال له سرا: "يا مولانا كف عني هذا وأنا أقرر ما شئت" فكف عنه. وله من أمثال ذلك غرائب. انظر أيضا الضوء اللامع ٤/ ٥٧٠.
(٢) سقطت كلمة "حسن" من ترجمتيه في كل من الضوء اللامع ٥/ ٦٦٢ والبقاعي: عنوان الزمان رقم ٣٣٧ وترجمة أبيه في الدور الكامنة ١/ ٩٥٤.
(٣) أشار ابن حجر في ترجمتيه اللتين أوردهما له في الدرر الكامنة ١/ ٩٥٤ وإنباء الغمر ج ١ ص ٢٩٢ برقم ٥، إلى أن وفاته كانت سنة ٧٨٦.