الأجناد دخل في يوم الجمعة ثاني عشر الشهر المذكور، وأخبر أنه فارقهم من ليلة الثلاثاء، وكان وصول الركب الأول إلى البركة في يوم الثلاثاء ثاني عشري المحرم وقت الظهر ثم لم يمض الليل حتى دخل ركب المحمل، ودخلوا جميعاً يوم الأربعاء - وسلموا جميعاً على السلطان ومعهم قاض القضاة الحنبلي، وتكاملوا آخر النهار -.
وفي أول يوم الاثنين الثامن والعشرين من المحرم مات القاضي شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن يعقوب - القاياتي قاضي القضاة الشافعية وقد أكمل في الولاية سنة ونصف شهر، لانه قرر في يوم الأربعاء ثاني عشر.. وفوض إليه ذلك جهراً يوم الخميس، ونزل إلى الصالحية بغير خلعة بعد أن أحضرت، فامتنع من لبسها تورعاً ثم باشر القضاء بنزاهة وعفة، ولم يأذن لأحد من النواب إلا لعدد قليل، ويتثبت في الأحكام جداً وفي جميع أموره، فلما كان يوم الجمعة الثامن عشر من المحرم خطب بالقلعة ورجع إلى منزله ومات عازماً على التوجه إلى ملاقاة الحاج فتهيأوا يوم السبت فوعك في بقية النهار، وأصبح ولداه فتوجها وتأخر هو ليقع له نشاط، فدخل الحاج يوم الأربعاء ثالث عشري الشهر، وعاد ولداه فوجداه كما به، واشتد ألمه بالحمى وصار يشكو بحمى الكبد، وواظبه الأطباء، وقل أن يتناول ما وصف له، فلما كان يوم الجمعة اشتد به الخطب إلى أن مات في أول ليلة الاثنين، ودفن في صبيحتها بعد أن حمل تابوته من جوار الجامع الأزهر إلى مصلى المؤمني تحت القلعة بالرميلة من أجل أن السلطان أمر أن يحضر إلى هناك ليصلي هو عليه، فحضر الجمع