وفيها في ذي القعدة بلغ عجلان بن ثابت بن هبة الحسني أمير المدينة أن السلطان عزله وولى ابن عمه خشرم بن جماز بن هبة فقبض على الخدام والقضاة ونهب المدينة، فلما وصل خشرم مع أمير الحاج الشامي وجد عجلان أخلى المدينة فأقام خشرم وتوجه الركب الشامي إلى مكة، فعاد عجلان فأمسك خشرم وخرب بيوتاً كثيرة وأحرق بيوتاً وسلم منه بيوت الرافضة، وكان قد أقام من الرافضة قاضياً اسمه الصيقل وكان يرسل إليه غالب الأحكام.
وجلى أهل المدينة إلا الرافضة وإلا القاضي الشافعي فإنه كان استنزل شخصاً من أقارب خشرم يقال له مانع فأجاره. وفيها استقر مقبل الرومي في نيابة صفد عوضاً عن اينال الخازندار بحكم مخامرته هو وأخوه وكان يومئذ نائب القلعة فاتفقا فتحيل مقبل عليهما حتى قبض عليهما فقتلا.
وفيها خرجت العساكر إلى هابيل بن قرايلك بمدينة الرها فغلبوا عليها وانتهبوها، واسروا هابيل وأحضروه إلى القاهرة فسجن بالقلعة حتى مات في الطاعون، الكائن في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة.
وفيها جهز السلطان برسبغا إلى ينبع وقرقماس الشعباني إلى مكة، فغلب برسبغا على صاحب ينبع وجهزه في الحديد إلى السلطان، وأقام قرقماس بمكة فمهد البلاد وقطع أثر المفسدين.
ذكر من مات
في سنة تسع وعشرين وثمانمائة من الأعيان
أحمد بن محمد بن مكنون، شهاب الدين المنافي القطوي، ولد بها سنة تسع وسبعين وأبوه إذ ذاك الحاكم بها، ونشأ نشأة حسنة وحفظ الحاوي، واشتغل في