للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

للقتال أَمر عساكره ينتهون إلى خلف فظنوا أَنهم انهزموا فتبعوهم، فاجتازت الفيلة على ذلك الشوك الكامن في الأرض فجفلت منه أعظم من جفل الخيل منها ورجعت القهقرى من ألم الحديد، فكانت أشد عليهم من عدوّهم، فإنها من حرارة الشوك ولَّت على أدبارها وهاجت حتى طحنت المقاتلة الرجالة والفرسان فانهزموا بغير قتال، ثم توجه اللنكية بعد الهزيمة إلى حصار البلد.

* * *

وفى العشرين من ربيع الأَول استقر جمال الدين يوسف بن موسى بن محمد الملطى (١) ثم الحلبي فى قضاء الحنفية، وكان المنصب - نحو أَربعة أَشهر من حين مات شمس الدين الطرابلسي - شاغرا، وكان قدومه في ثامن عشر ربيع الأول وخُلع عليه في العشرين (٢) منه، لكن كان السلطان أذن لنوّاب الطرابلسي أن يحكموا بعد مضى شهر من وفاته

وفى سابع عشر صفر الموافق لثالث (٣) عشر هاتور أمطرت السماء مطرًا غزيرا توحّلت منه الأَرض وزلقت البيوت.

وفى ثامن جمادى الأَول أُمِّرَ علىِ بَاىْ تقدمةَ ألفٍ وكذلك يَشْبُكْ الخزندار.


(١) كان الملطى هذا من كبار رجال الحنفية وأصله من خرتبرت وقد ولد بها سنة ٧٢٦، وتنقل في البلاد ودخل مصر وهو كبير، وقد اتهم في حياته بأمور لا تتفق والمنصب الذي يشغله أو مكانته الدينية كإفتائه بأكل الحشيشة حتى قال فيه المحب الشحنة:
عجبت لشيخ يأمر الناس بالتقى … وماراقب الرحمن يوما ولا اتقى
يرى جائزًا أكل الحشيشة والربا … ومن يستمع للوحى حقًا تزندقا
وليس من شك فى أن هناك مبالغة فى بعض ما اتهم به، انظر عنه الضوء اللامع ١٠/ ١٢٧١، وذيل رفع الإصر، ص ٤٠٩.
(٢) انقضت الفترة من يوم مقدمه إلى توليه القضاء وهو في بيت بدر الدين محمود الكلستاني كاتب السر الذي كان شديد الميل إليه.
(٣) يتفق هذا والتواريخ الواردة في جدول سنة ٨٠٠ بالتوفيقات الإلهامية، على أن ١٧ صفر هذا كان يوم الجمعة وهو يعادل يوم ٥ نوفمبر ١٣٩٧.