وفي أوائل صفر وعك السلطان الملك الظاهر فأفرط عليه الإسهال والقيء من ليلة الثالث من صفر إلى العاشر منه فقوي الإرجاف بموته فتجلد ولازم القصر إلى أن توجه للعافية بعد أن كان غضب على جمال الدين بن صغير وأمر بحبسه فأمر أن يتصدق بمال، فجمع الفقراء بالاصطبل فمات منهم في الزحمة نحو الخمسين نفساً وقيل أكثر من ذلك من الرجال والنساء، وفيه: وقيل في الثامن عشر من صفر مات بكلمش بالقدس بطالاً.
وفيها أعيد شمس الدين البجاسي إلى الحسبة بالقاهرة وصرف بهاء الدين ابن البرجي في التاسع من المحرم.
وفي التاسع من المحرم استقر ناصر الدين بن أبي الطيب في كتابة السر بدمشق وباشرها قبل وصول التوقيع له وذلك بعد موت أمين الدين الحمصي وكان بيد أمين الدين نظر النورية ببعلبك فأخذها بدر الدين الكلستاني كاتب السر لنفسه.
وفي صفر وقع بظاهر المدرسة الصلاحية حريق عظيم، فبادر الأمراء إلى طفيه بعد أن احترق أماكن كثيرة. وفيه كائنة نوروز الحافظي وكان السلطان أمره وكبره وجعله أمير آخور فأراد الوثوب على السلطان فاتفق مع جماعة فنم عليهم قانباي الجمدار لأنه كان مؤاخياً للجمدار الذي كان من مماليك تاني بك أمير آخور وكان السلطان قد اتخذه جمداراً بعد القبض على تاني بك فكانت له نوبة يبيت فيها عند السلطان فوافقه نوروز على أنه يفتك بالسلطان وأنه إذا تمكن من ذلك أطفأ الثريا التي بالمقعد وتلك علامة بينهما لركوب نوروز ومن وافقه،