وفي المحرم احتال الناصري وايتمش فأظهرا التنافس وألبس الناصري مماليكه وأظهر الخروج عن طاعة السلطان وأمر مناديه فنادى: من كان من جهة منطاش فليحضر، فحضر إليه ألف ومائتا نفس فقبض عليهم وسجنهم.
وفيها توجه منطاش في جمادى الآخرة من مرعش إلى العمق، ثم سار منها إلى سرمين ثم إلى حماة ثم إلى حمص ثم إلى بعلبك، فبلغ ذلك الناصري فخرج إليه من طريق الزبداني فخالفه منطاش إلى دمشق، فنزل القصر الأبلق، وذلك في رجب، وسار أحمد شكر بجماعة البيدمرية ودخل دمشق من باب كيسان، ولاقى منطاش بالخيول، فرجع الناصري فاقتتلا قتالاً كثيراً، وكاتب الناصري السلطان يستحثه على الوصول لدمشق، فاتفق خروج السلطان في العساكر في أواخر شعبان إلى أن بلغ دمشق في رمضان، فلما قرب من دمشق هرب منطاش، فدخل في العشر الأخير من رمضان، ثم توجه إلى حلب فدخلها في العشر الأخير من شوال، وكان الناصري في أول السنة أظهر الخروج عن طاعة السلطان ونادى: من كان من جهة منطاش فليحضر إلي أستخدمه، فحضر إليه أكثر من ألف نفس فحبسهم، فلما بلغ السلطان ذلك شكره، وكان طروق منطاش البلاد الشامية في جمادى الآخرة، فأول ما طرق سرمين، فبلغ ذلك نائب حماة فخاف منه فهرب فدخل حماة بغير قتال، ثم كثر جمعه فتوجه إلى