للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البقاء في (١) يوم الاثنين الرابع عشر من شهر ربيع الآخر وخلع عليه بالريدانية ودخل القاهرة ومعه قلمطاى الدويدار وغيره من الأمراء، وسافر مع السلطان في رابع عشريه بعد أن بذل ما أرادوا منه، فقيل كان ستمائة ألف، وعَوَّض السلطان أصحابها أرضًا يستغلون خراجها إلى الآن.

واقترض السلطان من ثلاثةٍ من التجار ألف ألف درهم فضة، وهم برهان الدين المحلِّي ونور الدين الخروبي وشهاب الدين بن مسلم، وكتب لهم بذلك مسطورًا ضَمِنَه فيه محمود الأستادار، وكان ذلك بتدبيره.

واستصحب السلطانُ معه القضاة والخليفة وشيخ الإسلام البلقيني، واستأذن البلقيني بعد وصوله إلى دمشق لولده جلال الدين في الرجوع لأنه كان قاضي العسكر فأذن فرجع، وتوجه الشيخ صحبة الركاب إلى حلب. وخرج إلى السلطان - وهو معسكِرٌ بظاهر القاهرة - شخص يقال أحمد بن عباس الحريري فذكر له أنه رأى النبي في المنام، وأنه قال له: "روح إلى برقوق وقل له إنك منصور بأمارة أنك تقرأ سورة الفاتحة على أصابعك العشرة عشر مرات عند الركوب، ثم تقول إن ينصركم الله فلا غالب لكم" فصدَّق البشارة ويكي، وأمر للرائي بمالٍ فلم يَقبل منه إلَّا نزرًا يسيرًا.

والذي يظهر لي كذب هذا الرائي وكأنه بُلِّغ الأمارة من بعض خواص السلطان المطلعين على سره (٢)، وإلَّا فلو كان صدقا لكان قد انتصر، والواقع أنه لم يقع له قتال مع أحد.

* * *

وعُزل موفق الدين عن الوزارة واستقر ناصر الدين بن رجب، فقُدر في نظر الدولة سعد الدين بن البقرى.

* * *

وفيها كائنة الشريف العُنَّابي - يضم المهملة والنون - وكان السلطان يعتقده فاتفق مع جماعة من مماليك بركة على القيام عليه، فنمَّ عليه موسى بن محمد بن عيسى العائدي - شيخ عرب العائد وكان في الحبس - فأرسل إلى الوالى ورقة بخطِّ. العنابي يقول فيها: "يا موسى


(١) عبارة "في يوم الاثنين … ... في رابع عشريه" غير واردة في ظ.
(٢) في ل "أمره".