للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرسل إلى عربك (١) يجتمعوا ويعسكروا قرب القاهرة، فإذا جاز السلطان قطية أركب أنا ومن معى من المماليك فنملك القاهرة ونخلِّصك من الحبس ونتساعد على ذلك، فإذا غلبنا قررنا سلطانًا نتفق عليه وأَسْتَقِرّ أنا خليفةً وأحمدُ بنُ قايماز أتابكَ العساكر"، فتوجه الوالى بالورقة إلى السلطان.

فأرسل يلبغا السالمي إلى الشريف العُنَّابي ليسأله عن ذلك، فأحسّ الشريف بالشر فهرب، ثم أمسك الوالى عبدًا من عبيده فأقرَّ أن سيده في بيت الصارم الحلبي بسويقة السباعين، فبادر الوالى وقبض عليه وعلى أحمد بن قايماز فأحضرهما إلى السلطان - وهو بالريدانية وقد برز بالعسكر للتوجه -، فاعترف العُنَّابي بأن الورقة بخطه وأن ابن قايماز هو الذي رتَّبه فيما يفعل، فأنكر ذلك ابن قايماز وتبرَّأ منه، فأمر السلطان بالتوكيل بهما.

فسعى عمر بن قايماز - أخو أحمد - عند أخت السلطان حتى شَفعَتْ في أخيه على مالٍ جزيل بَذَله وأطلقه، وأمر السلطان بتوسيط. الشريف العنابي فوسطه الوالى وكذلك وسَّط موسى بن محمد بن عيسى العائدي وعمه مهنا بن عيسى وجماعةً من نفره كانوا في القبضة، وذلك بعد سفر السلطان.

* * *

ووصل السلطان إلى دمشق في العشرين من جمادى الأولى فوصل إليه قاصد طقتمش خان ملك القفجاق يتضمن السؤال أن يكونوا يدًا واحدة على الطاغي تمرلنك، فكُتبَتْ أجوبتهم.

ثم وصلت إليه رسل أبي يزيد بن عثمان صاحب الروم يتضمن استئذان السلطان على الحضور إلى نصره (٢) على قصد تمرلنك لما بلغهم من سوء سيرته، فكتب أجوبته أيضا.

* * *

وفى (٣) أول هذه السنة سار تمرلنك بنفسه وعساكره إلى تكريت فحاصرها بقيةَ المحرّم


(١) في ل "ربك".
(٢) في ل "مصر".
(٣) إزاء هذا السطر في هامش ل جاءت عبارة "تتمة قصة اللنك"، لكن في ورقة ١٠١ أ في نسخة ظ وردت الجملة الآتية: "وفيها رجع تمر إلى بلاد العراق في جمع عظيم فملك أصبهان وكرمان وشيراز وفعل بها الأفاعيل المنكرة، ثم قصد شيراز فتهيأ منصور شاه لحربه، ونازل تمرلنك تكريت تقتل صاحبها، وبني من رءوس القتلى .... " الخ.