للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كله، ودخلها عنوة في آخر هذا الشهر (١) فقَتل صاحبها وبنى من رءُوس القتلى منارتين (٢) وثلاث قباب وخرب البلد حتى صار قفرًا.

وكان استولى على قلعة تكريت - وأميرها حسن بن دلتمور (٣) - فنزل بالأمان فأرسله اللنك إلى دارٍ ثم دس (٤) عليه من هدمها فمات تحت الردم، ثم أثخن في قتل الرجال وأَسْرِ النساء والأطفال.

ثم نازل الموصل وصاحبها يومئذ على بن بدرخجا فصالحه وسار في خدمته ثم نزل رأس العين فملكها، ونازل الرها فأخذها بغير قتال ووقع النهب والأسر والسبي وذلك في أواخر صفر، واتفق هجوم الثلج والبرد.

ولما بلغ ذلك صاحب الحصن جَمع خواصّه وما عنده من التحف والذخائر وقصد تمرلنك ليدخل في طاعته، فقرّر ولده شرف الدين أحمد نائبًا عنه وسار إلى أن اجتمع به بالرّها فقبل هديّته وأكرم ملتقاه ورعى له لكونه راسله قبل (٥) ملوك جميع تلك البلاد، ثم خلع عليه وأذن له في الرجوع إلى بلاده وأصحبه بشحنَةٍ من عنده.

ثم (٦) قصده صاحب ماردين فتنكر له لكونه تأخرت عنه رسله وتربّص به حتى قرب منه فوكل به، فصالحه على مال فوعده بإرساله إذا حضر المال، فلما حضر زاد عليه في التوكيل والترسيم، ثم أخذ في نهب تلك البلاد بأسرها، واستولى على الجزيرة والموصل وسار فيهم سيرةً واحدة من القتل والأسر والسبى والنهب والتعذيب، ثم أقام على نصيبين في شدّة الشتاء، فلما أتى الربيع نازل ماردين في جمادى الآخرة فحاصرها وبنى قُدَّامها جواسق يحاصِرُها منها، ففتحها عن قرب، وقتل من الناس من لا يُحصى عددهم، وعصت عليه القلعة فرحل عنها،


(١) بعد هذه الكلمة وردت في ظ على الهامش الأيمن وبخط ابن حجر نفسه، العبارة التالية: "ينقل بقية خبرها من الهامش في سنة ٩٤".
(٢) في ل "مئذنتين".
(٣) في ز "ركتمور" بلا تنقيط وفى هـ "يغمور".
(٤) في ز "دبر".
(٥) في ظ "قبل أهل تلك الديار".
(٦) هذه العبارة حتى نهاية ص ٢، ص ٤٧٣ واردة في هامش ١٠١ أ في نسخة ظ.