للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكانت ببد الشيخ صدر الدين الياسوفى وأَعانه على ذلك الشيخ حب الله فانتزعها من الصدر، فاتفق أَن العليمى قَبض عليه والى الشرطة في خامس عشر ربيع الآخر في بيت نصراني وبين يديه باطية خمر، فحمله إلى الحاجب فأَقام عليه الحد، واتفق أن الذين وشوا به كانوا من أَتباع الياسوفى، فانتصر له النائب فرسم عليهم وعلى الياسوفى، وقرر في مشيخة الأَسدية الشيخ شمس الدين بن سند.

وفى ربيع الآخر قام جماعةٌ على الشيخ شمس الدين الحنفى القونوى المقيم بالمزة (١)، ورفعوا إلى السلطان أَنه يقع في العلماء حتى فى الصحابة، فرسم بأَن يعقد له مجلس بدمشق، فطلبه النائب وادعى عليه فلم يثبت عليه شئ فأُطلق وعظم قدره بعد ذلك.

وفيها استقر أَمير غالب بن أَمير كاتب، همامُ الدين بن قوام الدين الأَتقانى في قضاء الحنفية بدمشق، وكان مذكورًا بالفسق والجهل.

* * *

وفيها (٢) نازل الفرنج طرابلس (٣) في عدة مراكب فالتقاهم يلبغا الناصري فهزمهم فإنه (٤) أَمر العسكر أَن يتأَخروا فطمع فيهم الفرنج وتتبعوهم إلى أَن بعدوا عن البحر فرجع عليهم بالعسكر فهزمهم، وقتل منهم جماعة، وكان فتحا مباركًا لأَنه استطرد لهم إلى أن صاروا في البر، فضرب عليهم يزكا فقبض على أكثرهم وقُتل منهم جمع كبير وفر مَن نجا (٥) إلى المراكب فأَقلعوا بها هاربين.

* * *

وفيها نازل مبارك شاه الطازى (٦) نائبَ أَبلستين خليل بن ذلغادر التركماني ومَنْ معه فانكسروا فتتبعهم فردوا عليه فكسروه. وأَمسكه خليل فضرب عنقه صبرا.

* * *


(١) فى ل "الميرة".
(٢) كار في ربيع الأول، راجع السلوك، ورقة ١١٣ ب.
(٣) بعدها في ز"نجهزه".
(٤) عبارة "فانه أمر ......... بالعسكر فهزمهم" غير واردة في ظ.
(٥) يستفاد من كلام ابن قاضي شهبة في الاعلام، ورقة ٢٥٢ ب، أن المراكب أقلع بها من كانوا فيها ولم يكونوا قد نزلوا إلى البر.
(٦) راجع نرجسته رقم ٢٨، ص ١٨٠.